(على أمل بصحة وافرة دوما وعينان صحيحتان تم سن الآتي ) هكذا صدح القانون في أرجاء منزلي الآمن فتجمهر أخوتي حوله دون موعد وكلهم أذان صاغية للمتحدث أبي
أضارب الدقائق وهي تنازع البقاء بذاتها لتؤازرني في محنتي ...ولكم حاولت وإياها التسلل خارج دائرة تلك القوانين التي تخنقنا وتذيب آمالنا أحياننا
لكن تحضر أداة الاستدراك دوما مضيعة تسللنا الذي كان قاب قوسين أو أدنى من كأس النجاح وتصفير الحضور فأعود لنقطة البداية أملا في تخطي خطوة ولكني أدرك أنني لم أتزحزح قيد أنملة
لم يتبقى لي غير نصف ساعة قبل أقصى حد للسهر على اعتبار قانون أبي الذي تم الاحتفال على مرور سنة من تعليقه في كل غرفة بالمنزل منذ أيام أحاول دوما التملص لكنه يظل متربعا يسود المشهد ويظل للانسان ناموس يسوس أموره دوما ان ضاع ضاعت هي الأخرى على حد تبريراتهم لتنصيبه
سآخذ ذلك البند في القانون من هذا المعقل لكنني ولتعلموا سأخرقه يوما ما لأن فِي دماء تمرد ما زالت لم ترتوي من ذلك المفهوم وترفض كل الرفض أن توأد في ريعان صباها وحب لأن تدمع عيناي وهما تتطالباني بأن آوي في الفراش قريبا قبل صافرة الإنذار بلإقتراب من المحضور فتسجل في قائمة الشبهات
وماذا عساي أفعل تحت وطأت تلك الضغوطات التي تشنها على وزارة الداخلية والأمن القومي _أمي _وهي توقع على أوراق أبي في تلك الطاولة المستديرة دون حتى أن تنظر فيها بطرف عينيها ..كان لابد لقواي من خوران ورضوخ بإباء تحت كنف تلك القوانين اللاذعة
ولا أكاد أتصور كيف أصبحت الاسم الأول في القانون الذي صدر الأسبوع الفائت لي أنا بالتحديد والذي يستفتح بعبارة (منع عليك منعا باتا قراءة أي كتاب عاد كونه باللغة الإنجليزية )وهذا على حد أقوالهم سيستمر الى حصولي على الإمتياز في تلك المادة
لا بأس يهون كل شيء في هذه الدنيا أبواي سأبعد تلك الكتب عن ناظري حتى لا تتقرح عيناي وهما تطلبان الارتواء وأنا عاجزة أعود خالية الوفاض بكف فارغ وقدم أقدمها مرة وأؤخرها في أخرى أأنتهك حرمة ما قد سن لي وأرويهما ...أم أتحمل العناء وأظل على العهد
سأظل إلى موعد قريب إلى يوم تخرجي من الثانوية وبامتياز إن شاء الله وسأنذر نفسي يومها لرفوف مكتبتي وأفتح تلك الأغلال التي سأتكبد عناء حملها لحين تحطيمها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق