الأربعاء، 16 فبراير 2011

اليوم

التقاء ساكنين يحامر كل منهما الآخر ينضح بمخزون الشتائم لديه إن خطى خطوة تستقدمه كالزيت والماء بينهما برزخ لايبغيان
***
حيث الأمس ينزف من صحائفنا والغد قلب على وجل يتزامن مع محاجر الانتظار والحاضر ارتئ أن كون شعورا وسيطا بين الاثنين
***
الحقائق تتداعى تكشر عن ناب آسر لذواتنا الخاملة تنبطح على نصف بطن تواري سوءاتنا قبل أن يواري كل منا سوئت أخيه
***
حيث الحياة متضعضعة أكثر من اللازم والوقت ينخض بسرعة  وأنا مازلت أتنفس وأخشى الموت الزؤام، أشد رحالي للقلوب الأشد نصاعة من البياض ....موطن طال اغترابي عنه
***
وحفيف الشجر يلوح لي هناك عاليا أبصري
القمر للشمس : الشتاء ظالم فدوامي يطول فيه رغم ذلك مرتب لم يزيد قيد أنملة
تخشبت الإبتسامة على وجهها وطبطبت على كتفه : يا ابن أم لا تحزن ساعة مناوبتي حلت ثم إن يوما تشخص فيه الأبصار يؤذن بلإقتراب  لأشرق من الغرب وتغيب أنت لأبد الآبدين ..
وتولى عنها مذكرا إيها أن الأنفس الشح لم تحضر بعد لتمني نفسها بالشروق غربا
القمر :ليومها احرصي على أن تتقاسمي مرتبك معي ،تكاليف العيش باهظة  .
***
وهدهد أخوتي فر على عجل بعد أن راعه المشهد وهم يحضنون فراخه  بعنف ،عاف أن يلمسها وأنفاس أخوتي مازات على فرش ريشهم ،أُشفق على تلك الفراخ لا أدري لمن ألقي بلائمة أعليهم أم عليه وهو ينقب في أرض سبأ عن خبر يقين .
***
تائهة أنا وأنا تائهة ، لسعتني أفعى هواجسي قبل أن تعود لسيرتها الأولى والقارعة تأبى المساومة  في اثنين لا ثالث لهما ،أتوب أو تحل قريبا من داري
***
حيث أسئلة كثر تتبرعم داخلي
أهناك فرق بين التناسي والنسيان أليس من يتناسى سيؤل به الحال لأن ينسى ؟
وما السر الذي حدا بزرقاء اليمامة لتُذهب بماء عينيها وهما يُفقأ أمام ناظرها ؟
وأخرى تنتظر من يضمنها علامة استفهام مستعارة من نص تحليلي متقن الصنعة !!!

سامحك الله يا عبده خال أبعد كل ذلك النباح في رواية مليئة بالتنقلات بين الفراغات
وبعد أن بح صوتي وأنا أتتبعها وقلبي وجل لمعرفة نهاية  ما سيؤول إليه ذلك النبيح المنقطع النظير  جاءت نهاية "نباح " كمقطع نبيح لم يكتمل وكلاب لم تزغرد غددها الصوتية بعد " آه يالها من نهاية آلمتني "

أصيلة الكندي

من زمن ليس ببعيد

لا أدري ما الذي حملني على تذكر  مشهد اندمل منذ سنين وتوارى لبركة ماء آسنة في قعر قلبي ، ألئن الطريق السريع المؤدي لنزوى يجتث  زوابع الذكرى بقوة ورعونة ، أم لهفة أبي وهو يترنم بأبيات البوصيري و يقود بنا للإحياء مناسبة المولد النبوي   وجدت الطريق لتحرث قلوبنا ايضا، أم أنه وبكل اختصار شبح الموت الذي ما أفتؤ أتذكره حتى أكون كمدا أو أكون من الآسين وهو يغزو رأسي بطيش ، لو أن لي بقوة أجعل بيني وبين هذه الذكرى ردما فتغوص سبعين خريفا إلى حيث يتعذر عودتها ،إلى حيث يقطن كل مثخن بالنسيان
لكم ردح من الزمن سأحيى ؟؟ كم تبقى من عمري وهو يتساقط في كل ثانية ؟؟ هل سأحي لـــ16 خريفا أخرى ؟؟ ملاين الأسئلة تعترك داخلي فتذرني كالعهن المنفوش
أحاول تذكر ملامح وجهها ،أحاول عرقلة الأحداث ليتسنى لي التفكير بشخصها ،أنازع البقاء لأذكر كلماتها او ما تبقى منها ،ضحكاتهاوذلك اليوم
7سنوات اقتطعت من التقويم ،7سنوات مذ اضمحلت الإبتسامة واكفهرت معاني البسمة ،مذ عانقها التراب أسمى عناق ،مذ تفحمت ذكراها على جدران ذلك المنزل ،حفرت الحدث حيث الأرض خصبة متعطشة لمثل هذه الأحداث التي تغدق بها أكف القدر ،كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا نقدر على شيء هوى علينا الخبر  ،سوداوية الأحداث تخيل لى بكل تفاصيلها الحلكة ،الطارقة ،شفتيها القرمزيتين المحتقنتين بحديث وري التراب معها ،عيناها الساهدتين رغم نومهما المؤبد ، رائحة الموت ،شرائع الغسل ، خطوط وجها التي احالتني آلة متخشبة زيتها جففته حرارة المشهد ،حيث انتهى الوجود ،رغم الدموع التي تسيح بسخاء تجرع من حولها ملوحتها ،مالحة هي الدموع ! كل الدموع ،اصطرعت عاجزة أمام طلاسم الحياة رغم  كل معالم الحركة التي تحقق معادلات الفيزياء ،أخرسني المشهد والكل يحاول استنطاقي لكن عبثا يحاولون في الرماد ينفخون عيناي ضنتا بدموعي والمشهد شراهما بثمن بخس دارهم معدودة وكان فيهما من الزاهدين ،لم يحتج لها ليرمم شقوقا حفرت بصمت ،ضرب بها عرض هامش الأحداث أور بما أدرك أنها لن تعيد روحها ولن تساهم حتى في تقديم سطر أو تأخيره ،شعور كذاك ليس وليد اللحظة ولا ابن الدقائق القلائل ،شعور كامن مذ دفنت رطن كلماتي على عتبات ذلك المنزل وتوقفت عن الهيام والصياح بــــ"ماما زينب "ظلت للحظة تأبى ان تلملم شتاتها وتخضب جراحها بالواقع ،تأبى التصديق ، الماثل أمامها
مشيت الهوينا وتنفست الصعداء ،همت على وجهي أبحث عن أمي ،وجدتها وقد توارت عن الأنظار كي لاتزيد عمق الجراح وتحول دون برأهما ،أضعت نفسي يوم بصرتها عَسُرَ المخاض وانطلقت دموعي تطلق صرخة في وجه الحياة ،غدقت عيناي بالعطاء انتزعت رغما عن أنفها فنصاعت بعد أن أدركت أن لافائدة من الجدال ،تظل تبوح بالأسرار دوما ،لتسقيني كؤوس المر ثقلا ،يوم اذعنت لنداءات قلبي المتوالية وهي تجوس في داخلي ،حطمت القيد بعد أن حز تاركا خلفه مايعبق بؤتون السجن ،الحرية شيء رائع لا يختزل بالوصف حتى في قواميس الجمادات
وجوه شاحبة حبلى بالآلام، ملامحها تعربد بحزن آسن والكل منكسر الفؤاد ،يحاول تجبير ما بالآخر ، لكن كيف تطلب أمي من خالتي الصبر والتجلد وفي عينيها اليأس والقنوط ؟وكيف يعطي الفقير الجائع خبزة إلى الجائع الفقير ؟وكيف يصف العليل الدواء لعليل آخر هو أحرى بالدواء ؟
أن من المرارة أن تفقد أمك وتوصد في وجهك باب من أبواب الجنة ،صعب أن تفقد من يثكلك  ومن حملك بوهن ووضعك بوهن وفطمك في عامين اثنين !!
لذت بالفرار من تلاقي الأحداق ،تحسست ركن جدار حيث الإبصار صعب وأصخت أستمع لنوائب الدهر وهو يقصها بنتشاء ،ويدق مسامير كلماته بدقة متناهية ،خطوط الدمع تشق طريقها وهو ممهد بلا عناء صهرت شمس ذلك اليوم معاني العيد ألقت رفاتها لنعش استنقذه الليل وبصعوبة من براثينها
أحسست بمخاض الأحرف وهي تلد الكلمات ،ملامح الوجوه كلها تعربد بحزن آسن،ساعتها فقط أدركت أن حبيبا لنا قد فقد ان جزءا مني بتر وهو سليم أدركت أن جدتي احنضنها التراب وللأبد فتركت كلماتي على جدار يريد أن ينقض ،على جدان ماتبقى من أشلاء الطفولة وصورها وهي حاضرة ،صوتي هلع  يلعلع في داخلي وبشد ، بيد أني رغبت بالذهاب ،والعدو خلف الرجال بدون حذاء كي أسرع وأمسك جدائل شعرها قبل البقية وطرف ثوبها قبل الكل ،أستقطب بصرها لتتلاقى أحداقنا لأسمع ما يسمعه الحفيد من جدته ،رغبت جنونية سكنتني أن أتبع جنازتها وأطبع على وجنتها قبلة وداع ،أن أحفر اسمها بدموعي وأوصي التراب بها
"اللهم من بواطن القلب حيث الشريان التاجي ينبض أدعوك وأنت قريب مجيب أن تدخلها فسيح جناتك "
لا أجد في ذاكرتي من السلوان سوى "قفا نبكي ......"
رحلت نعم رحلت ومسكنها في القلب ماشطت وما اقتربت
أنا الآن أدرك  وبعد دروس "البرستيجية " المطولة انه ليس من الذوق أن أروع الراقدين تحت الثرى بسلام

هو ضائق بإتجاه الشمس

هو ضائق بإتجاه الشمس
1
سحقا لحظي العاثر الناتئ على سُطوح هذه الأوراق والحمرة المتفاخرة تسرق في كل يوم عِشرا حتى أستفيقَ وأجندةُ ما حصدت صفرا على الشِمال ، سئمت العيش في هذه الصومعة ، وهذه القرية الرافضة للواعِجي وأفكاري معتبرة إياها كبيرة من الكبائر ، سئمت التقشفَ المدقعَ والزيف ..الرتابة والوتيرةُ القاتلة ..اللعنة على  الآمال ، الطموحات  ،الهمهمات ..الوشوشات ، لكل الكلمات وما يربطها من الألفات والتاءات
                                             2                                                                                                                                
لحن يفيض حنانا : ما بك تلعن الدنيا بعنجهية هل علاماتك بهذا السوء ؟                            قالت نسوة في القرية  : أنك أحرزت أفضل من الجميع وكذا أعربت أم سالم !! ،تبا لهذه الجارة أيضا حديثها وحده كفيل بتشنيجي ، ما أحرزته لا يضمن لي الدراسة خارجا يا أمي ، إلى متى وتناقضات عيشي تَصهُر كل عنفوا نيةِ للبقاء في قلبي ،الدنيا على كف عفريت إن لم أحقق فإن مصيري بين ضرسين في فك من فكوك هذه الحياة، ضرس الفاقة والحاجة وآخر في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ذواتنا الخاملة دوما ننعشها بأوصاف ومراتب تصنعها بقايا أوهامنا يا أمي توجست خيفةً من لحن صوته ونظرة عينيه وهي ترمي بشرر بيد أن الزمان مَرّسَها لما هو أسوء  والحيطة الآن تسكن قلبها، تضع الكوب على الطاولة والزنجبيل يترسب مع انصرام كل ثانية:بني"نجد أقدارنا أينما ذهبنا فلا تبتئس "اشربه قبل أن يبرد وفكر جيدا هل مازلت مصرا على ترك قريتك ووطنك ؟                                                                                 نعم مـــــــازلت                                                                                             تتوارى والكمدُ يخنقها ،لوعة تجتاحها وتجرها للعمق تمتمت بصوت منخفض مازلت ترزحُ تحت تأثير مخدرِ ستصحو ...أنا واثقة سَتصحو                                                                                                                                                                                                              
(3)                                                                                      
لماذا تصر أمي على بقائي هنا وهي تعاني الأمرين ،لا شيء يربطني بهذه القرية الظالم أهلها سأرحل وأُرَحِلها معي ،العيش هنا لا يختلف عن زنازين وأتون السجن،أما آن لنا أن نتخلى عن دور المروءة وننسلخ منها ،مذ رحل أبي ولا يدَ تذُود عنا ونحن لا نقوى على حك أنوفنا،سحقا لهم أحالونا لجوقة فقد صاحبها السيطرة عليها نتخبط بتفكير مشوش مشلول ،الهواجس تنهشني ،تجتاحني وتقتلني ببطء شديد تراودني عن نفسي قائلة : هيت لك " كمحارب في ساحة وغى اشتد أُورُها وأحكم العدو قبضته فإن تقدم إلى الأمام فالموت وإن تراجع إلى الوراء فالعار "   
وعدم اتخاذ قرار أصعب من كلا الأمرين
(4)                                                                     
تَدق ساعة الصفر ويكتحل المساء ، يتجرع خالد الدقائق الفاصلة في حين أن الفجر غدا قاب قوسين أو أدنى من الظهور ، يوم قائضُ آخر من أيام الصيف ،أمي أمام الباب بابتسامة متخشبة وشمس الانتظار في عينيها ، دوما ذلك الانتظار الذي يأتي بمجهول تخشاه ،آه متى ستضمحلُ تلك النظرة من عينيكِ ،أُلَثِم يديها وأستشف عبيرهما :عين الله تحرسك بابني سويداء قلبي تسبح آناء الليل وأطراف النهار ،فُتِح الباب وحَبست أنفاسي ،لوحت لها النظرة ذاتها لم تتبدل ،سأنيط اللثام عنها يوما فقط انتظريني ،  كشبح لا يقوى على الاحتظار أعادت التلويح لي  ، خشيت أن أتعثر وأنا أحوقل في الفراغ من تلك المساحات ، تطمأن على قيافته ،أنا الآن في قاعة الامتحان اللهم عليك توكلت وإليك المصير                                                                          أغلَقتِ الباب وندهت بصمت "اللهم شدد وارحم كل الأجنحةِ المُتكسرة "                            (5)                                                                                                                    أخيرا رست المرساة على صفيحة حجر في قواعر محيط قلبي الموحش المخالف لناموس الحياة ، صرخت في أرجاء المنزل كمجنون يبحث عن حبة دواء تسكن روعه ،أمي أمي ابنك الذي توسد ذراعكِ لسنين عِجاف وغفا على ترنيمة أنفاسك ورقات الإجابة كلها في صالحه ، طفلك الصغير هو اليوم متعطش لحضنك حتى يرتوي لـ19ربيعا أخرى ، هو اليوم سعيد فمن يُعيره كلمة ليعبر عما يختلج بين الضلوع ، عانَقته طويلا ، أرأيت : "أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظنن بي خيرا " ..... أماه حقيبة السفر لنجهزها                                                                     لم ينتظر الإجابة منها أدار قفاه واستدار ، يالسخريةِ القدر ..لم أنعم بفرحة حتى يُجردني منها ،جرت قدماها وكلمات ابنها تمنعها ،خرت على الأرض لم تحس سوى ببرودتها تلسع أطرافها كلماته صفعتها في خادعها ،الدمع يترقرق في عينيها وخالد بعيدٌ لا يراها                                                                                                     في تلك الثانية المُوجعة بأفراحها المُفرحة بأحزانها ،اختَزل الزمان وبات الوجود مقتصرا على ظَهر عجوز وسجادتها !!!
(6)
                                                                                                                                                                                                         احتدم النقاش أمام شرفة المنزل المشرأبه، بني :اعدل عن قرارك وكان أمرهم شورى بنهم أفلا تستشير من هو أعقل، تحدث بصوت المنطق ما الذي ستستفيده من ترك أحضان الوطن لأحضان المنفى وماذا عن حضني ؟ ، أماه أرجوك ألم تكفيك مصائبنا الماحِقة وفي كل مرة تُختم بالشمع الأحمر ،إلا متى ستظلين تنتحبين في صمت ، أنينك يخدش أسماعي ،والنظرة في عينيك تؤرق رقادي سئمت الصمت هنا والكل يلوكنا لوك هندِ بنت عتبة سئمت وأنا أخُنق آمالي في مهدها ،نسمع نعيب الغربان ، أضنانا البحث عن لقمة العيش ، الموجوع الموجوع يا أماه يتعلق بحبال من هواء يكفي بذلك سببا لنرحل يكفي نزيف الدم من خواصرنا ، يكفي عجزنا عن التنصل ، أريد الحرية ، أريد أن "أقول (لا) عندما أظن أنها الصحيح وأقول (نعم) بإرادة لا تنقصها القناعة ولا تفرِضها الظروف والإحساس بمركب النقص  " 
8)                                                                                                                                                                                                                           لم تعش من الحياة لتعلم صعوبة النطق بكلمات الوداع هذه الأرض جزء لا يتجزأ مني .. لا تَحتَرزي هذه الأعذار أنا ،وقبل أن يكمل وبوهن شديد : بني "ستبدي لك الأيام ما كان خافيا " يومها فقط ستدرك ما أعني ، ارحل ، ارحل وشَمس عيناي تسبح لك، لن أكون تلك العقبة إزاء ما تريد ، أماه أرجوك لا تتحدثي بهذه اللهجة صوتك يكويني ويذيب مائي أزيلي غشاوة عينيك ابصري العالم والكل يطلبه على قدم وساق هل تتحملين كل هذا في سبيل مسميات شَرِبَ الدهر عليها وأكل ، صعب علي أن أعيش بلا ماض وأقتلِع ذكرياتي  إنها كأسمال ارتداها قائد فبقيت رائحتها تتسربل كل آن بني :"هناك ماهو بالداخل وهناك ما هو بالخارج هناك عالم يفرق بيننا وأسوار تفصلنا حتى في أعماقنا لا شيء يجمعنا " لاشيء يجمعني بتلك الأرض أزمعت على السفر فسافر وعد لأمك كل حين  تذكرها وقت الأصيل .. ولا تعد لي بأولاد مُهق أنا أحب الحنطاوين عد قبل أن ينخر الروماتزم عظامي و الزهايمر ذاكرتي فلا أقوى على الرقص وتذكر ما أدندن به يومها !                                                                                                             فتبسم ضاحكا من قولها ويمم وجه شطر الباب تاركا الابتسامة تندلع على و وجهه  
   9)                                                                                                                الطائرة في دقائقها الفاصلة ترتوي على عجل من الركاب                                        استذكار وجه أمه يثير الزوابع من أخمص الوجع نظراتها كلماتها ورائحتها التي تهدهدني وأنا أتلمس الأشياء بعيني وشمس عينيها كل الذكريات لقمة جافة علي الإسراع وتمريرها لأسفل بطني قبل أن تغص في حلقومي وأضطر بعدها لإخراجها بطريقة غير لائقة ، اِنزَوى في ركن يمضغ ذاته بمفرده الكلمات تتخمر في روحه ألقى بضلاله خارج النافذة الصغيرة ،عجبا لهؤلاء الناس يتجمهرون بدون موعد وكلٌ منهم يفصل قصة على مقاسه أمقت تَدليسهم الزائف كأقنعة أولائك المارقين في الغلو ليسوا أفضل حالا من وجهاء بلدي وقريتي كل يدلو بدلو يزيد قبحا عن دلو أخيه ،استل جريدة وانخرط داخلها بيد أنه لم يكن يقرأ بقلبه فقلبه معلق في حبل تجفيف الملابس بجانب أمه، رمى الجريدة عرض المقعد الفارغ أمامه استعاض بالتفرس في القادم والرائح ،حوقل فيهم ، شبك الأصابع ،قضم الاضافر، هناك من تسقط نظارته من على أرنبة أنفه من فرط التفكير وآخر عيناه كأنها جمالة صفر وثالث مُتعرق الصدغين، يفكر في العيون الصلفة واحتكاك النوايا حتما "لكل نية تعشعش في أعماقنا رقصة على وجوهنا "واصل المسير قدما عل هذا يعينه على الهرب من عيون أمه وهي تلاحقه ،أقلعت الطائرة وأقلَع هو عما يفعل تعلق بمنظر الطبيعة كلمات كثيرة تعترك داخله وميض الصلف في عينيه ،يبلع حروف الوداع كعجوز أدرَد ،الشمس تتسلل لمخدعها وشمس أمه تمطره بالقبلات ،خائِفة تترقب .

9)                                                                                                                     تقوقع في صومعته ورتابة الأيام تقلبه مابين الجامعة وشقة الدراسة وكأن في أذنيه وقرا يرمي به بعيدا عما حوله، تلك الأرض مازال عاجزا عن الانصهار في بوتقتها كل شيء هنا لدن يستعصي على اللت ، قصاصات صفراء هنا وهناك مازال منتظما يرسلها لأمه كل حين ،أين هي لتذود عنه طعم الغربة وثيابها الوعثاء؟ أرى كلماتك تتجلى يوما بعد يوما أنا الآن يا أمي مكلوم أنتحب بصمت كقِطع من الليل ورغبة مشاغبة في العدو خارجا تسكنني كل يوم .!!!! 

10)                                                                                                              وأصبح فؤاد أم خالد خائفا يترقب عامان ونيف ومضاعفاتهما تزيد ،يرن الهاتف فَتلتقفه بسرعة عله يأتي بنبأ يقين عن صغيرها : السلام عليكم  ، وعليكم السلام أم سالم ،أرأيت كيف تمضي السنون وأحشاؤنا لا تتغير اليوم سأعقد قران ابني سالم، مبارك عليك عقبال كل العازبين ، تيييييييييييييييييييت، أعادت الهاتف ويذر عواطفها هشيما تذروها رياح الشوق ،كالمحمومة التفتت ،تحشرج صوتها بخالد .أين أنت وعرس سالم عود على بدء .                                       .                                                                                                                                    أمقت التجمعات ديدنها الزيف والفراغ ، الهواء خانق متخم باللغط والنم والمدح المُبتذل و المُبتذخ والعاشقات للوك سير الناس بألسنتهن السليطة ، لاشيء سوى اللهاث خلف أعقاب الفضائح دون أن يتبللن خجلا، توحي كل واحدة منهن زخرف القول غرورا ، وقالت نسوة : ما بالك يا أم خالد واجمة لا تتكلمين ،ثم أين جمال عينيك الصارخ ووجهك غدا كالحا ، أين طفلك المهذب والكل يطلبه حثيثا؟ أين هو ليعيد إليهما نظارتهما وشمسهما ؟، واذ تقول إحداهن : دعيها حرام عليك لا تضعِ الملح في الجرح يكفي أنه رحل أليس كذلك يا أم خالد ؟؟  ظلت صامته لم تنبس ببنت شفة تهرس ملامح الوجوه المتقاطرة للتهنئة عَلَ وجه صغيرها يطل من بينها بخُضر وإِستبرق ، استنشقت الهواء وتمتمت بصمت :سحقا لهذه التجمعات تودي بحصيلة أعمالنا ،الصمت هو السبيل الوحيد لدحض كلمات تقرضها الغيرة وجعلها قاعا صفصفا ولكن ياخالد أين صبحك ؟أين شمسك التي وعدت ؟ ، أحست بيد باردة تعصر قلبها كل شيء يخنقها يحيلها لدراما تخشى فصولها ترنحت بجراحها ، بلعت ريقها أشرق دمعها وخالد للمرة الثانية بعيدٌ بُعد المسافات عنها سارعت بتجفيفها كي لا تعكر صفو الفرحة . 
11)                                                                                                              دلفت مسرعة وفتحت الباب اختطفت السماعة ويديها تسكب عرقا ترتجف :بني هل هذا أنت؟ ، لحن الصوت ذاته ، الكلمات ذاتها الشوق نفسه لم يتغير ،وأنا متأكد أن شمس عينيك هي ذاتها ،نعم هو أنا خالد يا أمي ،....................، ما بك هل يعقل أن تنسي صوتي ،لا مُحال مُحال لكن مضى حين من الدهر لم تكن فيه موجودا، قلبي وجل متى ستعود لتقر عيني ولا تحزن ؟، قريبا بإذن الله عام ونيف وأنا عائد سنة التأهيل وشمسينا ستلتقيان لن يمنعهما شيء أنا عائد باتجاه شمسك ، هل يعقل أن أشيب وأعوامك لا تشيب ، أماه أوليس الصبح بقريب لا أخيرة بعد اخيرتي هذه ،أستودعك الله ، تيييييييييييييت ، لكن يابني قد تأتي أخيرتي قبل أخيرتك ...أنا ضائقة ضائقة بإتجاه شمس الحنين ..ضائقة يا بني ، لم تدر إن كانت أسلاك الهاتف قد حملت كلماتها ولم تغتلها حين أعاد خالد سماعة الهاتف ،كل ما تذكره الآن بقايا أحلام انتهى عمرها الافتراضي قبل أن تكتمل ، كل شيء يَحتقن بموت قرمزي يؤذن بلإقتراب ،غَبش يحيط بالأشياء ولغط الأصوات حولها يحتدم كحُدوة الرغبة والإنعتاق لتعود وبالا عليها ، تتلجلج الكلمات ياخالد تنكص قبل أوانها وأنا والشمس نصف قصيدة لم تكتمل بعد ، محاولاتها اليائسة التي حدت بها لأفكار لم تفلح سوى في تأجيج الشوق لم تفلح ،وللمرة الثالثة يشرق الدمع في عينيها ،تصرخ من العمق "رباه فجع قلبي بفراق زوجي وها هو يفجع بفراق ابني " وهوت على موضع السجود تنتحب ، أحس بجرحي يسيل برعونة ليغطي مساحة نظري لم أقوى على تميز الأشياء وهي تطوقني كل شيء أحمرُ قانٍ حتى وجهك يا خالد عاجزة أنا وعاجزة شمسي عن تحديد ملامحه !!!!
13)
عاد خالد عاد ليجد العنكبوت وقد نسجت خيوطها والحمامة وقد فرخت بيضها ، الخالة أم سالم تقهقه من أعلى الشرفة وهو يحدجها ، كان يتحاشى التحدث معها إلا لماما ، هل هذا أنت يا خالد وتزغرد بملء الفاه ، استهجن وقاحتها : لا أحتاج زغردتك أنا أنتظر زغردة أمي،أين أنت أنا عائد باتجاه شمسك أين أنت؟ أخيرا رجع القرديس إلا سيدني بالرمح الصغير  ،غطت بيارة فمها بيدها : لقد سرى الخبر سريان النار في الهشيم وأنت لا تعرف:أمك ودعت الدنيا منذ شهر أو يزيد ،ظلمت الدقائق خالد هوت الكلمات عليه كماشات تخلع مفاصله،تصلبت أوداجه  ،وجيب قلبه يصل لحلقومه  زمجر وغضب وأرعد وأبرق واتهم من حوله بالجنون "يا ليتها كانت القاضية"خذوني فغلوني اصنعوا لي صنيعا واحد وارشِقوني بالحجارة لتقحَف جمجمتي،انداحت التفاصيل تغتاله بلا هوادة تخرج من أفواههم وهم يسوقونه للمقبرة وهناك اقتطع المشهد خوفا على نفسيات المشاهدين .13)                                                                                                           ورجع خالد الى منزله غضبان أسفا وتسقط في يديه قصاصة من قصاصاته الصفراء يقلبها وخط أمه في الجانب الآخر خط على عجل قلبها بعينيه "وألقيت عليك محبة مني،اذ تمشي أمك وتقول هل أدلكم على من يكفله .... لكنك يابني لم تعد لتقر عيني

ما أردت قوله كلمات مقتضبة قدت من شوق وحنين فالحنين يابني لغة واحدة ولو اختلفت اللهجات ،والحياة يا بني هي الأخرى كذلك تسقينا مرارة العلقم في كؤوس الكوثر ،بني مَرسني الزمانُ على نَوائبه لكن رحيلك كان يُقَطِع نياطَ القلب أكثر من المعتاد ،بني على الإنسان أن يضحي في بعض الأحيان بقناعاته في سبيل قناعات الغير لأنه يحيى لهم  ثم إن هذه الحياة طبعت على كدر فلا تتخيلها صافية من الأقذاء ،و قريتك ووطنك مهما ضاقا عليك تظل شمسهما اللاشمس مثلها "لا تفرط بأدنى وطن ولو كان مستنقعا " ثم ماذا عن وطني ماذا عن  قلبي وشمس عيني؟ لم تعد لهما رغم طول الأمد ألا تعلم أن الحنين مدمر وقاتل ،بني إن شاب كلامي يأس فَاغفر له ،لُجج اليأس كانت تتقاذفني وكلما راودتني فكرة رحيلك للأبد نفضتها وعدت لواقعي ،بني قد كُنت مخطئا ورغم قلة أخطائك إلا أنها حد الصميم "ستتلاقى شمسينا لن يمنعهما شيء " كنت مخطئا فأدرك فداحة خطاك، هناك هناك دوما ما هو بالمرصاد "الموت " يا بني ،مازلت أحلم بك تأتي مستعيناً بمحمود درويش " أحنُّ إلى خبز أُمي ،وقهوةِ أُمي ولمسةِ أمي ...وتكبرُ فيَّ الطفولةُ، يوماً على صدر يومِ، وأعشق عمري لأني إذا مُتُّ ،أخجل من دمع أُمي ! خذيني ، إذا عدتُ يوماً وشاحاً لهُدْبكْ وغطّي عظامي بعشب تعمَّد من طهر كعبكْ ،وشُدي وثاقي .. بخصلة شَعر .،بخيطِ يلوِّح في ذيل ثوبكْ عساني أصيرُ طفلا  ،طفلا أصيرُ ...، إذا ما لمستُ قرارة قلبك ! " ألم تحنن لي يا بني ...أما أنا فقد ذبحني الشوق ، انتهت كل أيام السنة يا خالد وحل الصباح ورحل وعجوزك لم تظفر بصبحك القريب هي اليوم ضائقة ،ضائقة بإتجاه الشمس 
معاجم اللغة غير قادرة على البعث تقاذفته رياح الصمت ،،تمتم خالد بصوت مخنوق: "أمي أنا أشد ضيقا أنا أموت من الضيق بإتجاه شمسك "   تمت                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       
تم

السبت، 12 فبراير 2011

حقيقة الخديعة


حقيقة الخديعة

رواية تشيخ بــ423صفحة لدان براون في حبكة سياسية غاية في الروعة وبتفاصيل تأسر القاريء ليتبعها كي لا يضيع في خضمها
الرواية تتحدث عن خديعة سياسية وحيلة بارعة تهدد بإقتحام العالم في جدال فضيع حول وكالة ناسا الفضائية
تظهر القصة شخصية محورية "راشيل سكستون " إبنة المرشح " السيناتور "سيديدجويك سيكستون "   المترشح للرئاسة الأمريكية
تستدعى راشيل من قبل رئيسها إلى الحيد الجليدي بصفتها محللة البيت الأبيض الإستخباراتية لتصادق على مشروع ناسا في اكتشافها حجر نيزكي قادما من الفضاء
تلتقي راشيل ممايكل تولاند وثلاثة آخرون لتتم معهم المغامرة ، الرواية مليئة بالتفاصيل الدقيقة
مقتطفات من الرواية :
"وبدون البوح بأي كلمة وصل المجير ورفع الستار جانبا ،بهتت راشيل بذلك المنظر الرائع ،ثم خطت إلى الأمام بعينين نصف مغمضتين      ،أصدرت تنفسا مملوءا بالرهبة "
"ياإلهي ، همست راشيل لنفسها ماهذا المكان ؟؟
رأت راشيل صرخة ناسا المكتشفة "
"استغرق  عقلها لحظات حتى تستوعب ثم صمتت
مستحيل ، إنها وتلعثمت راشيل ، مستحاثة حشرة ،هذاالحجر النيزكي يحتوي على حشرة "
"يا إلهي ان ذلك لم يكن ليخطر على بالي ، أدارت رأسها بقوة بإتجاه مبنى ناسا أيها الكاذبون ،صرخت وكان صوتها ينتشر في الرياح ، يالكم من كاذبين "
"انتهى دلتا واحد من حشو حلق المرأة بالثلج ، صوب نظره للثلاثة المتبقين "
" كيف سنوقفه : اعترض دلتا اثنان
يستوجب علينا الإتصال بالقائد : قال دلتا ثلاثة "                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

لا يفل الحنين إلا الحنين



لا يفل الحنين إلا الحنين
مجموعة قصصية لعبد العزيز الفارسي في 86 صفحة صدرت المجموعة ضمن مشروع وزارة التراث والثقافة ، تناول الكاتب بعض القصص وعالج بأخرى بعض القضايا في 15 قصة

"مجموعة تحمل بين ثناياها اتجاها نفسيا، عايشه شخوص هذه المجموعة، وتحركوا في ظل هذا الإطار الذي أخذ ينمو بشدة في بعض القصص ويخفت تارة في قصص أخرى، وهذا الإطار أخذ يختلف من شخصية لأخرى،إلا أنها جميعا تعالج موضوعا واحدا وهو (الشخصية وذاتها) وما يعتريها من مشاعر وأحاسيس".
مقتطفات من القصص :
أصوغ تشردي عنبا
وأعصره على جرحي ..
لأنسى تربة الصبوات في مهدي
لعلي حينما أغزو يقين الذات
أعلم أن هذا اليوم
لن يحنو لأمر غدي

"قلت له : أخاف عليك كانت لآخر عبارة له قبل دخول غيبوبة الموت ، جلست معه حتى فارق الحياة كتبت بنفسي شهادة رسمية تثبت وفاة بعضي وسلمتها لذويه ".
"أفيق منتبها للعبة ، أهم بالنزول فيمنعني الحزام ، اللعنة هذا اللعين لايعمل عندما نحتاج له ، ازيح الحزام وأفتح الباب ، أدخل الظلام بسرعة "
"على هامش لحظة بروح التمرد ، تفلت من قيد الزمان ،قررنا أن يكون الموعد المنتظر "
"من يروض غضبهم ، ضرب بيده النافذة واستدار لأعوانه بدوا اقرب للأصنام ، جامدة كل التعابير على وجوههم ؟، لم يجبه أحد ،تقدم وحدق فيهم  "                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         

المعلقة الأخيرة


.المعلقة الأخيرة لحسين العبري

رواية تربو عن  66صفحة  صادرة عن دار الإنتشار العربي تحكي الرواية قصة شاب يعمل في إحدى الوزارات عاشق للرتابة والوتيرة ذاتها ورافض للتغير لكن للشاب هواية يمارسها كلما شعر بالملل وهي تجميع قصاصات الأخبار المهمة بالنسبة له وتعليقها أمام مكتبه حتى تغلق في ملف يحفظها ، إلا أن قضية استقطبت اهتمامه طفت على السطح ولم تنغلق كدأب كل القضايا وهي وجود حبال معلقة في بعض الجسور ، أصبح هذا الشاب يهلوس بهذه القضية  وقد أثرت على حياته اليومية إلا أنها اختتمت بنهاية غير متوقعة البته ..
مقتطفات من الرواية :
"إلا أن القضية هذه لم تستمر للأيام فقط بل تجاوزت الشهرين حتى الآن"
"انتصب عبد الله طويلا  أمام اللائحة بعد أن سلم على زميليه محدقا في قصاصات الأوراق المثبتة ،كان الحبل المشنقة منتصبا في صورة كبيرة على جسر القرم ، ثم على الجسر الجديد وثالث على جسر داخلية البلاد"
"كان الزحام يزداد كلما اقترب من جسر القرم وفكر بامتعاض (لا ) ليس مجددا !لن يأتي رجل المشانق الآن هذا ليس توقيته" .