الأحد، 5 أغسطس 2012

SQ150" رقمٌ فِــــي الذاكرة


ورقة في ذاكرة جامعية

"SQ150"
"رقمٌ فِــــي الذاكِرة "

لَم أشعر يوماً أن "الساعة الواحدة" ستشكلُ نقلةً كبيرة كهذهِ فِي حياتي  ولم أكن أضعُ فِي الحسبان أن 
بين الساعة وأختها فَواصلُ زمنيةٌ لا يَسعني حصرها ؛ فمنذُ أيام ونيف وهذا التاريخ بالتحديد (30-1-1012) يقتتاتُ صبرِي ببطء ؛والبارِحة تأتِي الــــ12 لتؤكدَ لِي الشعور ذّاته
أيعقل!!! ألا تتشابهُ الساعات أليست كل واحدةٍ منهن تلدُ ستينَ دقيقة وثانية ؟؟ ولمرَتينِ متتاليتين أؤمن أن بينهما نقيضُ ما بينَ المشرقينِ والمغربين و أنهما الواحدة والثانية عشر_ سمائان وأنــــــا ذلِكَ الطائرُ الذي لم يكن يدري وإلى وقتٍ قريب أينَ وجهتهُ منهما ؟!! _
ولأن الأمنَ الذي اجتاحني بعدهما يعد ترفاً مقارنةً بالخوفِ قبلهما كان لابُدَ من هذا البوحِ هنا !
البوح (أ):
وهَكذا قضى الله أمراً كانَ مفعولا وتَختزنُ ذاكِرتِي هذا الرمز
وَحيثُ أعدت لهُ متكأً ليضل فِي ضِيافتها إلى ما شاء الله !!    SQ150 
وكالأقدارِ التي لم نجشم أنَفسنا عناءَ البحثِ عنها يوما  تلكَ التي لم يُعجزها يوماً أن تجيبَ تساؤلاتنا  أجدنِي في حضرةِ "جامعةُ السلطان قابوس" وَتؤذنُ لِي "كُليةُ العلوم" لأصلي فِــــــيها صَلاةَ العلماء تلكَ الصلاةُ التي مازلتُ أستقرئها  نفسي كُل حين!!
البوح (ب):

أمِي : طِفلتُكِ الصغيرة تعلمتَ كيفَ تسبحُ فِي تيارِ الحياةِ بمفردها مراعيةً كُلَ تدابيرِ السلامةِ والأمان  ،لم تعد تُزعجكِ كُلَ صباحٍ لتضفري لها شَعرها قبلَ أن تفوتها حافلةُ المدرسة وتقضي اليوم في المنزلِ مع الملل كعقاب  ، لم تعد تعجُزكِ وهي ترسمُ بالألوانِ الشمعية التي تتملصُ من يديها هِي اليوم تتقنُ مسكها ، شَبتَ على الطوقِ بقدرِ ما أردتِ ، لم تعد تغضنُ لكِ وجهها كلما علمتها درسَ الهجاءِ والتشكيلِ والقراءة قَسراً ، تدركُ أن الفرقَ بينَ التاء والثاء أكبرُ من كونها شامةً زائدةَ على جبينِ الثاء وأن الذالَ والدال ليسا أخوين سقطَ أحدهما على الأرض فعلى رأسهُ كدمةَ  بقدِر ما هما حرفانِ فِي لغةٍ  تسكنها ، تعلمتَ  وأخيراً أن لا تُزعجكِ بالأسئلة بقدرِ ما تُزعجُ الكتب حتى تنتزعَ جواباً لأي شيءٍ يستفزها فِي هذهِ الحياة ، أن تدعوا دعاءَ النومِ قبلَ أن تغفوا وتأكل وتُسافر وتنتعلَ حِذائها !، والكثيرَ الكثيرَ يا أمي هَديتني إليهِ بدعواتِكَ يا جَميلة ، تحفظُ أن سورةَ الفاتحةِ سبعُ آياتٍ كما علمتها يوماً وأنها لا تسقطُ فشي أي ركعة !، تؤمن بما حفظته  أركانَ الاسلام وطلع البدرُ علينا وأن الكعبةُ قبلتها ومحمدٌ رسولها والإسلامُ دينها ، مَن يُهدهدُ غربةَ رئتي سِواكِ يا أُمي؟؟ ، من أتوسدهُ أحلامِي فيرعاها ولا يغتالها سِواكِ ؟؟! مَن يفرحُ بقدرِ ما أفرح غيركِ ؟؟
أنتِ امتدادٌ لمُنايَ وأنايَ مَــــعاً يا أجمل من عرفتُ مِنَ الــــ"مُنى"!
سَقاكِ الله بِقدرِ ما أسقيتني فِي هذه الحياةِ إيماناً وحباً وأملاً
سَقاكِ من الكوثرِ فلكم أعطشتُكِ أنا بِشقاوتي دهراً
أنتِ التي لا يسعني الحديثُ عنها لأن الحديثَ لا يَجزيك ويُجزِيكِ حـــــتى


والِدي :
كَبرتُ يا والدي وبقدرِ أمالكَ فِيَ أردتُ أن أكبر ، كَلماتُكَ ،نَصائحُك !جَبيني عندما تَضـــيعُ أفكارِي يا والدِي تلكَ  التي لازلتُ اتدثرُ بها مذ كنتُ طفلةً تتقن إغرائها بِكلِ مافيك ، أيـــــها الجَميل تَحضرني الآن أوراقُ الذاكِرة ورقةً ورقة وَسطراً سطراً حرفاً حرفا والكلماتُ هنا تفرُ وجلةً  أن يفتضح عوزها !!، يا أبتِ إني قد جائني من حُبكَ مالم يأتني من حبُ "رجل "على هذهِ الأرض فأنا التي تدبُ على سطحِها وجملةُ أحلامٍ فِي كفِها ترعاها وتسقيها بكلِ ما أوتيت من ماءِ الأملِ والعيش ، مازلتُ كلما قرأتُ سُورةَ البقرةِ تقفزُ فِيّ الذكرى بلا مِيعاد ،فأنا تلكَ الطفلة التي تنازلت لها ولِشقيقتها التي تكبرها وشقيقها الذي يصغرها من وقتكَ دوماً يومَ كنتَ تعود إلينا من "جامعةِ الزيتونةِ" فِي تونس ومن زَخمِ الحياةِ والدراسةِ والعمل تؤتينا نَصيبنا من وقتك ولم تكن تنسانا أبداً كفرضٍ سادس كنا فِي بابِ أولوياتك  ، عَلمتني كيفَ أتهجأُ "آلــــــمــــ" حَرفاً حرفاً كيفَ أفكُ رموزَ الرسمِ العثمانِي فِي المصحف كيفَ أفتحهُ وأمسكهُ وأطردَ الشيطان ، كَم أنت عظيمٌ لتعلمَ طفلةً فِي صَفها الأول كيفَ تتلو سورةَ البقرةِ وبإتقان وَتعودَ الحياةُ لتذكرني بمقدارِ عظمتك  يومَ طلبتَ مني أن أقومَ بالأمرِ ذاتِهِ مع "ابراهيم وَزينب" لأستمرَ فِي الوضعِ يومين وأطالبَ وبقوة "اعفائاً" فوراً من مهمةٍ كهذه فأن تُعلمَ طِفلاً كَيف يتلو صفحةً من القرءان أو حتى صفحةً من كتاب هي ذلكَ النوع من المهامِ الجبارة ،أنـــت الذي زرعت فينا ومازلت حُبَ العلمِ والكتب وَمازِلنا لليوم بِضميرِ الجمعِ "نحن" لم نَثمر كما ترغب لأن ما ترغبُ بهِ دوماً لا سَقفَ كِفايةٍ له و لأنك تمتلكُ ذلكَ النوع من المقايس التي لم ألحظها عند غيرك ، الكتبُ التي ملئتَ بها رُفوفَ مكتبتنا حتى ضاقت بها تشهدُ لكَ ،وكُلُ مؤسسةٍ تعليميةٍ فِي وطني تشهدُ لكَ أنتَ الذي ما تفتؤ تأتينا كل يومٍ من الجامعةِ  محملاً بحكاياها حتى سكنا ذلكَ المنى روحياً قبل أن نطأه!!
  رَبيبتُ يديكَ "أنــــا" لا عَدمني اللهُ ظلكَ أبداً  ،
 بقدرِ ما علمتني هذه الكلمة "شكراً" أقولها
وبقدرِ ما هِي "ضَئيلةٌ " فِي حقك سأعتكف لأتعلم غَيرها!
أمُي أبــــي ، سَـــــــــــــــــامِحانِي وَ"فَقط"!!

أشقائِي ، لِفاطِمة الجميلة أنتِ عصفورةُ قَلبي الذي لن أطلق سَراحها منِي ما حيت فَسامحيني عَلى هذا تلكَ التي يأنفُ القلبُ أن ينبض قبلَ أن يشعُرَ بمساحَتِكِ حوله! كوني بقربِي حتى اتنفسَ جيداً  أنتِ التي لا تَشبهينَ سِواكِ سِوى " فاطِمة " ، ألهميني بِكِ دوماً يا اختي ، ويحيى وعائشة والبقية أتمنى لكم حياةً تليقُ بِكم ، ومستقبلاً لا يخبوا جمالهُ ولا ينضب !
وَجدتِي التي علمتني درساً أشعرني بضآلتي إلى اللحظة ، جَدتِي التي علمتني أن معادلاتِ الحياةِ أشدُ بلاغةً فلا يَتطلبُ الأمرُ يقيناً أن أعرفَ الحالةَ الفيزيائية لهذهِ حـــتى أتمكنَ من حلها :

N
2(g)  + 3H2(g)           =            2 NH3(g)
ما كُلُ الأمورِ يتوقفُ الإبداعُ فِيها إن جهلتُها ،جدتي التي تحفظُ القرءان عَن ظهرِ قلب وَهي لا تَعرفُ كيفَ تقرأُ أو حَتــــى تَكتب فأضل مشدوهة لها دوما وهِي تحكي لِي كيفَ أنها لا تفقهُ سِوى رسم المصحف !
أما هذهِ يا جَدتي فَــــتُبكيني !!
وَجدي :ذلكَ الإنسانُ الذي نَذرَ نفسهُ لكلِ سفرٍ تسافرُ لـــهُ الروح ،هُوَ الذي لا ألتفتُ إليهِ إلا وأرى لِساناً ذاكراً تمضغُ الذكرَ بصمت  ، يُعجبنِي هذا المشهد بقدرِ ما يُدميني !!
عَلمني كَيفَ أدمنُ الذكرَ مثلكَ وأحفظُ الدقيقةَ والثانية من وقتي عَلمني يا جَدي !!
تَحضرني يا جَدايَ عِبارةٌ لِـــعلوان نَشرتها  يوماً فِي صَفحتي
"أكثرُ الأماكِن دفئاً أحياناً وُجوهُ المُسنين إنها تُريدُ أن تخبرنا نَحنُ الذينَ مازِلنا نَتسكعُ أولَ الطريق عَن الكثير من خبايا الحياة ولكنّ صمتَ هذهِ الوجوه يتركُ لنا تنوعاً ثرياً للاعتبار "
لجميعِ الأهلِ ولمن تربطني بهِ لواشجُ الدم ، قبلةُ عَلى قُلوبكم وشُكراً لكلِ شيءٍ استقيتهُ منكم
البوح (ج) :
لِصديقِ طُفولتي الجميل "ابراهِيم" لا تروقني كلمةُ خالي قبل اسمك أنا أكبرُكَ بشهرين *_*
لن أقولَ لكَ كيفَ هنا عَليكَ فآآآثرت الإبتعاثَ إلى الخارج ،ولن أُكفركَ فِي قرارٍ آمنتَ بِهِ بـــ"كُلك" فما أنتَ بمؤمنٍ لنا ولو كُنا صادِقين، أنـــا فقط أصلي لأجلك، ما زِلتُ أذكرُ قولكَ لي الأسبوعَ الذي انصرم " دَاقة فراسِي أسوي بعثة !!" لتكن كذلكَ إذاً حَتى تُنهِي دراستَكَ الجامعية بأكملها آزركَ ربي ما حَيت ، ثُمَ إن التجارةَ تَروقكَ دوماً يا صَديقي ، أتذكُرُ يومَ بعت لِي " كَرتونَ المفرقعات " "وَعصى الطماشِ السحري " بِنصفِ الثمن لأن لِي حبوةً عندك ، وَيومَ بادَلتني بهديةِ الصفِ الأولى لأنني أُحبذُ المكعباتِ عَلى السيارة رغم أن هديتكَ أفضل بحكمِ أن علاماتِكَ كانت أنيقةً أكثرَ مِني ، أتذكرُ نَخلةَ منزلكم التي تَحفظنا يقيناً من كثرِ ما اثرنا الشغب تحتها وأرجوحةَ "المالِ" وَشجرةَ الرمان التي احترقت ، وَحماماتك التي أعرتني واحِدةَ منها فماتت وأقمنا عليها العزاء ، أنا لا أخشى أن تنسى كُلَ هذا يا "ابراهيم" أنت حتما أكبرُ مِنَ نِسيانٍ كهذا ، كُل لحظَةٍ وأنت تَرفلُ بالهناءِ والسعادة وَتاجِرٌ صَدوقٌ كرسولي إن شاء الله !

لِصَديقتي "خَديجة" اتذكرينَ احساسكِ الذي لن يخيب ،سأُحققهُ ، وأنا أعني ما أقول ، أنا التي كنتُ قبلَ أيامٍ أتقلبُ فِي وَعثاءِ التسجيل ،أتذكرين  
   وَ"ما نروم عنش " وَ"ما من فوادِي أقلش سَجلي " ، والكثيرَ الكثير مما لا يُنسى  watsupمحادثَةُ "الـــ
يا فتاة مضى وشاءَ الله أن نكونَ فِي الصرحِ ذاته ،وفقكِ ربي !
لِمارية أيتها الوفيةُ أبداً أتمنى أن تَكونَ الـــ"هندسة" خَياراً ناجحاً لكِ يا صَديقتي صَلواتي ودعواتي لكِ أينما كنتِ
وَ"مريم" بقدرِ روحكِ الطيبة وحضوركِ الندي لا عَدمنا اللهُ إياه ،أرجو لكِ قصةَ كفاحٍ صَدقيني لن أتخلى فيها عنكِ ،أشاطركِ الكفاح و"الكرف" و"الدح" ما شِئتِ !
شَذى ، أميمة : أنتما بالقلبِ حَتى لو أبعدتنا الأمكنة!
هالة وشيم  : الهندسة والتجارة تروقكما !
عَبير علا سارة ومروة ، وإنهُ ليحزنني فِراقكن و اتمنى أن لا يجخفكن العالمُ خارِجاً حقكن يا جَميلات
لزَهراء :بحقِ كُلِ ذكرياتِ الطفولة ،أتمنى أن تصلني الجامعةُ بكِ يا فتاة
لجميع الصديقات ، هُنا وَهُناك قلتها سابقاً وأُعيدها أنا لن ألفظكن خارجَ قلبي كما ألفظُ آخر حُلمٍ بقلبي  
وَتبقى الأرقامُ والرموزُ فِي الذاكرة كجسرٍ يصلني بكلِ من عَلمني أبسطَ شيء فِي هذهِ الحياة
"رَبي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه "