الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

أزقة في ذاتيتي





إن ذاتية الإنسان عقبة ملفوفة مجاهل الحياة وغموضها القشم المطبق حتى غدونا بمعيتها نتخبط في التذرع لتلك الذاتية غير آبهين بفداحة ما نفعل
بت مشوشة الفكر أكثر من أي وقت مضى وأنا أذرع صالة منزلنا جية وذهابا أرتب ملفات أفكاري  كل وما يناقضه وأترك لسنة قلم رصاصٍ إكمال ما ابتدأت  لثقتي التامة بنجاح انتقائيتها
تكالبت علي الأمور وزحفت أهرب من زوبعتها المميتة للأشد منها خطورة
أضيع الساعات في وضع جداول لم يتسنى لي بعد إتقانها بحذافيرها ..وكلما أنبت زماني قناة صادقت قول الشاعر وركبت في القناة سنانا ..غدوت فتاة لا يمكن إدراجها سوى في قائمة تمقتها وفاطمة تصيح فيها يا ابنة إن معه أما آن لك الأوان بترك عادة قوم تبع وشق طريقك الخاص أم أنك ما زلت صغيرة بالقدر الذي لا تعرفين في مزج البترول بالرمل وتكوين قار تعبدين به طريقك
فتحت نافذة غرفتي لتعشعش شمس الضحى في أي ركن تتخذ في الوقت الذي يتسنى لي الهرب من تلك التناقضات التي باتت تسرق راحة أجفاني مؤخرا وأنا أفترض افتراضات تصيب من حولي بداء الخرف ما إن أفضفض لهم ...فينصرفون وعلى أطراف ألسنتهم .. (كل هذا بمجرد فتحك النافذة ) 
غدوت أتمنى محض أماني كثيرة لم أخط بجنبها تاريخ تنفيذها لأنها وبكل بساطة أماني يتكفل القدر ببحث تاريخها
لكم أتمنى لو يمكنني السباحة وأنا التي لا تميز حرف الألف من الباء في هذه الرياضة في أحد وديان بلدي وبإيمائة من أخي يشرح فيها قواعد اللعبة حتى أنتهز التفاتته وأقفز في جباة تربو عن 10 أمتار وأغلق أذناي عن استرجاع حكايا الجدات الموروثة كابرا عن كابر ولا محور لها غير قسوة  تلك الجباة التي سرقت منهن أبنائهن في ليالي العيد والأفراح .
وكتاب أنهيه في ساعتين ونيف وهو يشيخ ب400صفحة تزخر بقصص أولائك الغابرين بعيدا عن وشي الغريزة في أخوتي وقبل تفشي الكرى من ليلي المدلهم
                                                                  و
حياكة نسيج لا تلطخه حمرة دمي بجهل مني بالحياكة ..أنفضه عن كل هولة تطاله لا يخبو بريقه بنقضاء 16 خريفا أخرى من عمري
و
ومصحف أرزح تحته أسيرة ليله ونهاره والكل يطلبونه حثيثا فينأى عنهم ليدان لا تبكيان بتأوه طلبا في الحرية ..إذ لا طعم للحريه خارج حدود نورانياته
و
فردة حذاء أستعيرها من غياهب الدهر بطراز الأحذية المليئة بالأحزمة لكن دون أن تكلفني عناء الإنحناء والتقوس لربطها متى ما انتشلت
وأمنية أخرى أستكين معها تحت نخلة (خلاص)من نخيل مزرعتنا بنزوى تساقط علي رطبا جنيا وأنا أحط بأذناي على جذعها فأسمع النمل يدب دبيبا مستعرا اثر إشاعة هوت على المستعمرة بأن (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ليحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون )

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

بعيدا حيث المنال صعب



لكم يدمي قلبي وينزف الدم من خاصرتي عدد قديم لمجلة العربي ما زال السعر ملتصقا عليه وأنا أنتزعه من بين كوة الكتب في المكتبة وأتساءل أين كان مذ ابتيع في يوليو 2008 ولكم يستوقفني مرأى فتاة مسلمة وسط آلاف الضحايا إثر قصف الناتو ليوغسلافيا ترفع أكف الضراعة لموتاها في كوسوفا
فأقلب الصفحة وهواجسي تدب دبيبا وأجدها وقد خط فيها  بقلم عريض وصف كثير للإنجازات العالم الإسلامي والعربي وتسهب حتى كدت أقع مغشيا علي
مال تناقضات عيشي باتت جزءا لا يتجزأ من ذاتي العصية علي فهمها
أننعتُ أنفسنا بالمسلمين ..أنشهد بأن لا إله إلى الله وأن محمدا رسول الله ونحن لم نعي ما تحتمله هذه الحروف
امتلأت الأوراق ببقع الحبر التي تخربش وتبرم العقود والقرارات والاتفاقيات .ولساننا معقودة بلجام بتنا نستأنس وجوده وهو ما ينفك يسبب القرحة لجلدنا
محض قارورة ماء ما إن أفرغت حتى عبئت بشتى أنواع السوائل حتى ولو كانت خمرة تنفيها عقائدنا ..لا نقوى على النطق بــ (لا) متى ما رغبنا و(نعم )متى ما رأينا أنها الأنسب ..لا نملك بعروبتنا سوى الإذعان لقرارات تملى علينا حرفيا حتى بتنا لا نعرف قضية ومصيرا ..والويل ثم الويل إن حرفنا أحد حروفها ..ومازلنا لم نفكر بانتشال أنفسنا من هوة الانحطاط والضياع ..مازلنا نركض حفاة خلف كل ناعب بصالح وطالح من الجزء الغربي من تلك الخريطة

قصة...

عين هناك ترقبها حيث كانت
بين دفتي أحلامها هناك
وقلم مشبع بالحمرة رسمت وخطت آمالها بشفاء أمها العليلة
وحيثما تركها الدهر بأحضانها وهي لا تقوى حتى على التهدج 
وانتزع منها ذلك الدهر الموجعة ضرباته يدا تجفف دموعها وربما تعقص شعرها وتلبسها غطائها وملاءتها لكي لا يجدها البرد فريسة سهلة ويرمي بها صريعة في أحد الأزقة ويطفق براية نصرٍ يصيح فرِحا
انتزعت عشبة مشبعة بالخضرة تحتضنه أرجوحتها لتتم تلك اللوحة التي ابتدأت بها تلك الحمرة _أحلامها_
فتاة للربيع ...
فتاة للربيع ...
فتاة أجمل من فتاة حنا مينه وهو يجرها لآخر قصته قبل أن تضع نقطة النهاية أوزارها وينوح بين الأزقة ليبيعها
فتاة لا تثير الشفقة مثلها رغم افتقارها ليد أبيها بقربها وهي تلوح للمارة بأن خذوها بعيدا ...اشتروها
(أملك أرجوحة ...عينان تعانقان الأفق وابتسامة تتحدى البرد لا تنضب بنضوب الدفء ولن تفعل!!)
طفقت تنادي وصوتها يبح تدريجيا ..ولا أب يضع راحته في كفها ويزيح  عنها ما يطلق عليه مسمى (هم) ..ربما هذا الشيء الوحيد المحمود من فعل قدرها الضال ..
نادت لتبيع نفسها علها تساعد تلك المضطجعة في الفراش ببضع سنتات ..تلك التي تلتحف بالعناء والآه ...أو علها تدعها ترقد إلى الأبد بسلام .
فتاة للربيع.. فتاة للربيع وطال ندائها ،ابتلعت أرجوحتها ندائها وهو يرتجع إليها ليدغدغ أذنها الصغير ..ساد الصمت
وكعادة كل البشر الذين يمقتون الصمت افتعلت ما يشقه فناحت أرجوحتها تصر صريرا وهي تعلو بها لتعانق عنان السماء ..لتنهل من بحر الأحلام
محض رجلان عاريتان كانتا لم يتصدق عليهما القدر بخف يرحم طراوتهما وسنتا كروز غفلها في أجمل الليالي  وهو يوزع الهدايا على أطفال حيها أو ربما عن طيب نية منه أعطاها للشخص الخطأ ضننا منه أن لا وجود في هذه المدينة الصارخة بالأوان طفلة مثلها ...يال المسكين لم يعلم بعد أن الشارع القابع أمامها قد ابتاعهما حيث كانتا تعنيان له الكثير كيف لا وطفلة مثلها تؤنس وحشته على مدار الساعة ..قدمان أتقن ذاك الزقاق رسم لوحة بؤسهما ..تلك التي غفل فيكتو عنها وهو يسطر رائعته
قهقهت بصوت عال وهي تستقطب آذان المارة بعد أن ملت استقطابهم وهم لا يحفلون
قهقهت حتى شعرت بالصداع يجتاح صدغيها وتعالت ضحكاتها حتى تحلق المارة يبصرون ابتسامتها الغاصبة وهي تزيد من تلك الأعين المحملقة وتتمتم بصمت ...(أخيرا ها أنتم تأتون )
وتصيح مجددا فتاة للربيع.. فتاة بعمر الزنابق.. فتاة تحب الحدائق تجيد الطهي والغسيل ورسم الأحلام وبالطبع الصمت على الأنين والتأرجح عاليا

قمر هناك حيث كانت تصيح تعانق السماء بجدائل شعرها المعقوصة على الطريقة الإنجليزية الفريدة كضفائر سكارليت أوهارا التي سطرت مارغريت ميتشل على جباه العالم بسبب بضع ورقات كانت معنونة بـــ( ذهب مع الريح)
 تشد جدائلها من أزر تلك الأرجوحة تعطيها أملا بالبقاء حول ذاك الفناء
حدجها احد المارة بنظرة حردة (يا لك من قبيحة أنت وأرجوحتك )
وآخر( اذهبي أنت تعرقلين الطريق) ونائب ثالث (يا طفلة لترحلي انك تدنسين ميلاد المسيح مكانك ليس هنا )
رفست برجلها الأرض ورمت بترهاتهم على مصب نافورة تخر بقربها
صاحت بكل صوت تمتلكه في أهازيجها ..ليس بفتاة الربيع ولا الخريف ولا الشتاء ..صاحت( أيها النائب ..أقصد العاذل ..بل أقصد بعد قصدي
(أيها الشاكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا)
(من قال أن كلامك يعني إنه لا يسمن ولا يغني من جوع ..سأظل هنا وإن كنت في ناظرك قبيحة تدنس مقدساتك في ليلتها الليلاء ..سأظل رغما عن عنقك المشرئب عاليا وأنفك المتفاخر به أو أنت صنعت قدرك ..أأنت ألبست نفسك وآويت أهلك وكبت جوعك حتى تتفاخر ..محال يا هذا
سأظل أعطي ذلك الطائر الفتات وأتقاسم مع أرجوحتي ما تبقى وأعقص شعري وأعيد كلما أبلته عوامل الريح لأصيرها حبالا لأرجوحتي إن بلت حبالها من فرط ترنجحي)
 وتعلو عاليا وتلامس خيوط السحاب اللاسعة برودة فتدرك أن شغل هؤلاء الشاغل هو إجهاض أحلامها في أسابيعها الأولى قبل أن تغدو عصية على الخنوع أمامهم ...أما نسائهم فالحكة تطالهن ما إن تقف آلة الغزل عن حياكة نسيج معدنه اللمز والهمز وتمحيص كل شاردة وواردة .فيتسارعن لتشحيمها وتزيتها قبل أن تتلقف أنفاسها لتخرج لهن نسيجا غاية في الروعة لا ترف عين أحدهم حالما يبصرها ..تحفة لا تتحمل زيادة شماتة أخرى وإلى تناسج ما نسجن وغدا أضحوكة يسخر منها الكل فهن يعرفن متى يبدأن ومتى يقفن ربما هو الدرس الوحيد الذي فهمنه من صف محو الأمية .
انفض الكل لما يعنيه بعد أن أخرستهم
ما زال أحدهم يناظرها بنصف عينيه ..انتبهت إلى صحيفة نيويورك تايمز بين يديه
(هل لك أن تعطيني الصحيفة )
(ما شأنك بها ..كفي عن آلاعبك وحبائلك ...باتت مزعجة تكد صفو مزاجي الرائق )
لم تكترث لما تفوه به وبصوت واهي منكسر
(سيدي هل لك أن تعطيني الصحيفة ) ..قالتها بروسية بارعة
هاله قولها ولبرهة ترنح بين التناقضات فيال  لكنتها وانتقائها لعمق اللغة التي قلما يتقنها أبناء الملك ذاته وهم في عمرها ويال منظرها البائس الذي ينسخ ما قبله ..لم يحتج سوى لثواني حتى أدرك أنها ..أنها واحدة منهم
(أنت يا صبية ...ألن ترحلي ..أنت مسلمة أليس كذلك ..أغربي حالا يا إرهابية ربما ألبسك أبويك طوقا من المتفجرات وصبغوك بالبراءة )
اعتصر قلبها فلو عرف هذا الكهل أين يقطن أبويها وفي أي البقاع لما تجرأ على التفوه بحرف
سقطت من أرجوحتها لأول مرة في ذلك المساء ...
(ألا تملون  ..أما آن الأوان أن تتعبوا من هذه الكلمة ..أاقتصرت معاجمكم عليها فواليتم من والاكم فيها وعاديتم من عاداكم في نظرتكم، نعم أنا مسلمة  أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا صاحوا بقيس أو تميم ولن أرضى عن ملة إبراهيم ..عن حنيفية رسولي الكريم
أيها الناعبون الصائحون بما لا تفقهون أما آن لكم أن تبصروا عصا موسى وهي تلقف ما تأفكون ..كفوا فأنا أقسم برب الكعبة أنك بذاتك لا تفقه معنى حروف ما نطقت )
(حسبك حسبك  يا طفلة ..من ينظر إليك يجهلك حقا انك جحيم مستعر ..خذي الجريدة ولترحلي ..لا أنوي افتعال شجار هنا أمام شجر الميلاد ..خذي )
  أمسكت الجريدة وقلبتها
(الأمم المتحدة ومجلس الأمن يصادقون على قرار إعطاء اللجوء الساسي للنازحين من كوسوفا وقوات حفظ الأمن الدولي تنسحب من إقليم يوغوسلافيا  
وجوج بوش يستعمل حق الفيتو للمرة الثانية  في الإبقاء على قراره)
(هه يال السخف ألم يحن الأوان لموت هذا الطاغي ..لقد اكتفت منه الأرض ضاقت بما رحبت أتساءل لم دوما يعمر الطغاة ويختطف القدر كل طيب ..ألانه هو أيضا يحب انتقاء الأفضل وما ذا عنا نحن ...كيف سنترك تحت رحمة أضراس لم تستك منذ سنين وبات يزعجها ذلك ..فلم تجد غيرنا لتصب جام غضبها وتلفظنا بعيدا ..آه ما أقصر العيش وما أضيقه )
رمت بالصحيفة بعد أن أصيبت بالتخمة من كثر ما أعادة قراءتها ..هوت على الأرض لتسجد لربها ..
ومن ثم
كان لابد من هجرة قسرية لترعى غنمها كما فعل رسولها
استنشقت الهواء المخضب بأنقى أنواع السجائر وأفخر دخان السيارات حيث الكل بأبهى حلة  وحمدت الله على أنها ما زالت تعرف كيف تتنفس ..ما زالت الحياة تدب في أوصالها ..ما زالت قادرة على التبسم في وجهي
لم أكن أخير من صبي بني هاشم وهو يرعى غنمه وهالة النبوة تطوقه وتظلله ..سأذهب لأرعى غنمي _أحلامي _ حتى لو كانت درجة الحرارة تحت الصفر بعشرات
رحلت مع نسمات الصباح وهي تشعشع ..رحلت بانشراح
وهي تقول قول الصراح (الوطن وطن ولو في المنفى )
قد أصبح يوما أطروحة هذا المنفى لم لا فأنا لم أترك كاتبتي تفكر في حكاية لافنتيون والجراد الذي أتى على غل الصرصور ...حيث لا مجال للمقارنة بين الصرصور وفتاة سيمائها في وجهها من الفقر والحاجة ...
انتزع ذلك القابع على بعد سنتيمترات عشبة أشد خضرة من خضرتها وخط على تلك الأرجوحة بعد أن تلفت ليتأكد من رحيلها لكي لا يغرق في زوبعة لا تحمد عقباها
(على أرجوحة وقصاصة
فتاة بلا رداء أو ملاءة
رسمت أحلامها بحذاقة
وبكت لوعتها بحرقة ودمعت رقراقة
وتمتمت للصباح وأنشدت بكل بساطه ....عله يحتضن تلك الأرجوحة وتلك القصاصة
انتهى

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

عجبا لأمرنا !



تواقة لحصحصة الحياة
أولما تبقى من قواعر كؤوسها تئن بأحرف البقاء
وكسحابة مزن تنتظر شرارة برق تصفعها ...لتضع كل ذات حمل حملها
وبزفرة مخاضٍ تنازع لتخرجها ..بُغية غسل أدران حلو لكت وكقطعة متفحمة غدت
وخشية عطبة تسد جيوبها الأنفية آثرت وضحت ..ورغم كل ذلك طولبت بجريرتها ...بمؤتمر لتبريرات أفعالها
حاولت أن تستعيض من جراء تكهناتهم وألسنتهم السليطة  بالإغداق عليهم بكل ما جبلت عليه في بحر العطاء
وكأفواه يأجوج ومأجوج استقبل الساكنون تحتها عطائها
وبمجرد أن امتلأت أفواههم حتى لفضوها بعد أن لاكوها بكل قشورها
وكجوقة فقد صاحبها السيطرة عليها ..تخبطت وعصا من عصوان شكسبير وملتون يجرها أينما تيمن وتيسر
استهجنت من وقاحتهم وقلة تهذيبهم ..وجالت تبحث عن عذر يخفف لوعتها وعزت ذلك إلى الطالع من مستجدات عصرها
دون أن تنبس ..بركت تئن مع آخر زفراتها ..إنها كل نعم (ابن آدم)!!!!

السبت، 18 ديسمبر 2010

محض حطام !!




لا شيء يبعث على الحزن أكثر من  تحطيمي لقلب أحداهن بلا مبالاتي التي لم أحسب أنها سهام في قلبها
حتى باتت تقطر دما من حولي وأنا غافلة عن تلك الحمرة القانية التي غدت تستقطب الأنظار...إلى أنني وأخيرا  أدركت لكن جل ما استطعت ادراكه هو  أن إعادة ذلك الكم الهائل من النزف أمر محال حتى في خوارق الطبيعة ...
ولكم يميتني حزننا أن تكون تلك الفتاة تربعت على عرش قلبي وغدت تركض في مرعاه الأخضر حتى دون حذاء ...سكنته دون أن تدفع لي أجار السكنة ولم أكن لأطالبها ....كانت تنتظرني لأبصرها ...لكن عيناي كديبهما المعتاد احولت عنها وتركتها دون أن تفكر في انتشالها ...حيثما كانت تنتظر...
لم يكفني تركها حيث كانت تمد يدها للا شيئ ...للفراغ  بل ووضعت الملح على الجرح وأغرقت الطين بالماء ..فبات تضميد الجرح أمر صعبا إن لم يكن مستحيلا ...
لم أكن أريد أن أرتكب حماقة أخرى وأزيد من عمق الجراح


مازلت على مرأى ميل واحد من تلك الرسالة ...أرد عليها فتقبلي الحطام ...تقبليه حيثما وطأت قدماك قبل أن يتداعى!! 

الخميس، 16 ديسمبر 2010

هل من مفر ؟؟


(على أمل بصحة وافرة دوما وعينان صحيحتان تم سن الآتي  ) هكذا صدح القانون في أرجاء منزلي الآمن فتجمهر أخوتي حوله دون موعد  وكلهم أذان صاغية للمتحدث أبي
أضارب الدقائق وهي تنازع البقاء بذاتها لتؤازرني في محنتي ...ولكم حاولت وإياها التسلل خارج دائرة تلك القوانين التي تخنقنا وتذيب آمالنا أحياننا
لكن تحضر أداة الاستدراك دوما مضيعة تسللنا الذي كان قاب قوسين أو أدنى  من كأس النجاح وتصفير الحضور فأعود لنقطة البداية أملا في تخطي خطوة ولكني أدرك أنني لم أتزحزح قيد أنملة
لم يتبقى لي غير نصف ساعة قبل أقصى حد للسهر على اعتبار قانون أبي الذي تم الاحتفال على مرور سنة من تعليقه في كل غرفة بالمنزل منذ أيام  أحاول دوما التملص لكنه يظل متربعا يسود المشهد  ويظل  للانسان ناموس يسوس أموره دوما ان ضاع ضاعت هي الأخرى على حد تبريراتهم لتنصيبه
سآخذ ذلك البند في القانون من هذا المعقل لكنني ولتعلموا سأخرقه يوما ما لأن فِي دماء تمرد ما زالت لم ترتوي من ذلك المفهوم وترفض كل الرفض أن توأد في ريعان صباها   وحب لأن تدمع عيناي وهما تتطالباني بأن آوي في الفراش قريبا قبل صافرة الإنذار بلإقتراب من المحضور فتسجل في قائمة الشبهات
وماذا عساي أفعل  تحت وطأت تلك الضغوطات التي تشنها على وزارة الداخلية والأمن القومي _أمي _وهي توقع على أوراق أبي في تلك الطاولة المستديرة دون حتى أن تنظر فيها بطرف عينيها ..كان لابد لقواي من خوران ورضوخ بإباء تحت كنف تلك القوانين اللاذعة
ولا أكاد أتصور كيف أصبحت الاسم الأول في القانون الذي صدر الأسبوع الفائت لي أنا بالتحديد والذي يستفتح بعبارة (منع عليك منعا باتا قراءة أي كتاب عاد كونه باللغة الإنجليزية )وهذا على حد أقوالهم سيستمر الى حصولي على الإمتياز في تلك المادة
لا بأس يهون كل شيء في هذه الدنيا أبواي  سأبعد تلك الكتب عن ناظري حتى لا تتقرح عيناي وهما تطلبان الارتواء  وأنا عاجزة أعود خالية الوفاض بكف فارغ وقدم أقدمها مرة وأؤخرها في أخرى  أأنتهك حرمة ما قد سن لي وأرويهما ...أم أتحمل العناء وأظل على العهد  
سأظل إلى موعد قريب  إلى يوم تخرجي من الثانوية وبامتياز إن شاء الله وسأنذر نفسي يومها لرفوف مكتبتي وأفتح تلك الأغلال التي سأتكبد عناء حملها لحين تحطيمها 

لتتمة الحديث .... لجنة زينب

عندما تتشاغب أحلامنا




بتنا نبصر بعيون قلوبنا أن كل شيء عظيم هو خارج شرقنا الأوسط
غدونا نؤمن بهذه القناعة فبادلتنا الشعور ذاته وتوسدت وسائدنا
لكم يحزنني مرأى فتاة أصبح روتين يومها هو التَمثلُ بكل ما يصبغ ألوان دول الغرب ~~
وأخرى حشرت إصبعها من بين الأصابع لتشير على إحدى تلك الدول في جزء تصفه بالعظيم من تلك الخريطة ، ثم تبدأ بوصف ما فيها وتسهب غير آبهة أني قد بدأت أشعر بالصداع وهي تتمنى أن يكون الرحم الذي أنجبها قد استو لِد من تلك البقاع التي تقدسها أكثر من غيرها ....
ولكم يحزنني وأنا أجلس القرفصاء على الأرض مرأى عجوز تجلس بجانبي وتمسك بي بكلتا يديها غير مكترثة  لتقاسيم وجهي المستفهمة وقد بدأت تتجعد أكثر من وجهها .

يدان خشنتان قد فعل ال
زمن فعلته فيهما ووجه صبوح في نظري لم يناهز الخمسين بعد وعينان غاب أكثرها إلى أنها ببعض القوت مازلت باقية ......فتسألني وأجيب وفي لكنتها ونضرتها ألف ألم وألم وأحياننا تعيد نفس السؤال ويفصله عن غيره دقيقتين كاملتين كعادة كل العجائز ..فأتملص بعذر وأتركها مع أسئلتها وهي تودعني وتردد ~ الله يحفظك لأهلك ~.

.

فأعود لأمي استنطقها عن حالها ..فتشيح أمي بوجهها جانبا ~إنها وحيدة ~...لم أكن أريد هذا الجواب فمسحة الحزن والوحشة من الوحدة ظاهرة عليها لكن كيف غدت كذلك أليس لها أبناء ؟؟                                     
         بلى لها محمد وسالم وسعاد وحمد وكلثوم وسعد كلهم توفوا عاد الأخيرين  الفتاة تزوجت ورحلت والثاني يدرس في الخارج وتتمتم أمي الله لا يبلنا ويكون في عونها
يبعث الرعدة في الأوصال مجرد تذكر حالها وأنا أتحاشى النظر لعينيها ...تزور المنازل وتطوف ليس بحثا عن المال بل عن أنيس لزمنها الذي تعيش .
كأسياخ محماة على جمر ملتهب رحلوا ثمرات عمرها وربما لم تجد مكاننا لتنثر فيه رمادهم بعد أن أطفأت ذلك اللهب سوى فناء منزلها ...لكنها مازالت على الأخيرين تحتضن رمادهما أمام باب منزلها ..علهما يأتيا وينفيا موتهما في قلبها  ...
أحلامنا عندما تتشاغب تنسى أن قلوبا وجلة تنتظرنا وأن دولة تنتظر منا صنيعا يعبق بعرق جباهنا ،لست ضد السفر خارجا ولا ضد رسم الأحلام ،لكنني أخشى أن تعود أحلامنا وبالا علينافلا نقوى على رسم حلم أخر  
 أوهن من بيت العنكبوت 


الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

أنثى على خارطة الحياة


أنثى على خارطة الحياة 

لي من العمر 16عاما منذ 16/3/1994                                                                                 حياتي كزهرة تتفتح في عمر الزهور 
تصبغها نفحات من حولها بطيبتهم ....تحاكي بسمتهم كيلا تشذ عنهم 

فتاة  

*تهيم عشقا في مص الأقلام 
لم تجد إعتراضا على فعلها
سوى وشوشات أبيها القائلة (متى ستكفين عن أكل البلاستك )
وسلمى في صفها الخامس التقتها بدفء تهمس لها ~قلمي ....لا تأكليه ~
فتشعر بالذنب وتمسح عليه وتطبطب .....وتعيده حيثما انتزعته 

فتاة

*تخشى كتابة اسمها في ورقة امتحان خشية منها أن تخطيء تلك الحروف ويضيع سهر ليلتها الفائته 
فتعلم من حولها حروفها.....كما تعلمت أن تعلمهم كلمة المرور الخاصة بها 

*تسهب في الحديث كثسرا حتى تضيع في معمعة من أحاديثها 
حينها ....يتعذر عليها العودة حيثما ابتدأت .
فتذرع الأرض من كل حدب وصب باحثة عن بدايتها ...علها تجدها 

*يراودها احساس بالخوف من غسل كأس 
خشية أن ينزلق من بين يديها ....فتتسبب بهلاكه وشرخ ابهامها 

*تصرخ اذا ما حاولت اشتنشاق الماء لشعورها بالصداع يجتاح صدغيها 
فتظل تبحث عن طريقة أيسر للوضوء ....ولا تمل البحث 
علها تجدها يوما ...دونما رقم خط أيسرها يدلل على إدراجها في قائمة بدع عصرها 

*تراكضت فرحة يوما
 لأنها الأولى في حل تمرين _معقد _
والبسمة تكسوها ...فضاقت عروقها تبحث عن فضاء أوسع لتلك البسمة 
تصرخ من أمسكت دفترها ....فتكفهر ابتسامتها وكــــــــل ذلك 
بدعوى أنها خرقت القانون ورسمت فيه أحلامها وخربشت بألوان لا يفهما غيرها
  
ومن يومها

تتردد سبعين مرة قبل أن تسلم دفترها 

تخشى خوض غمار تجارب تجهل عواقبها 

تخشى رسم أحلام أوسع من حدود صفحات ذلك الدفتر 

وفوق كل هذا تظلم الناس بحكمها المجحف لهم ...وتطبق عليهم في زاوية محدودة وترفض أن توسع قطر مجال رؤيتها لتغفر لهم رفم إيمانها بفداحة فعلها ..
وأنهم بالطبع سيبادلونها الشعور ذاته ..


أنا وبمجاز الحديث 

أنثى عاهدت نفسها على تقديس أنوثتها كما خلقها بارئها ..كي لا تضيف لقائمتها خشية أخرى _أن تسخر الأقدار منها _ترجو أن تظل على ذلك العهد إلى حين عودتها لموطنها الأم _التراب _

حيث اشتقت وحيث ستعود بإذن الله 

الخميس، 9 ديسمبر 2010

على أمل


على أمل جديد برؤية العالم من زاوية أوسع كان لزاماً علي أن أفتح هذا الحساب  

علي أستطيع الرؤية بتلك الطريقة