الاثنين، 1 أغسطس 2011

الله اللهَ لَا تُضيِعوها

دَلَفْتُ خَارجَ المَسجِدِ أَحُثُ الخُطى ، حَشَرتُ قَدَمي في حِذائِي صَاحِبِ الكَعْبِ العَالِي الذي كَتمتُ أَنْفاسَ صَوتِهِ كَي لَا أقعَ فِي مُحَرمْ وابتَعْتُهُ اسْلامياً معاصِرا عَلى حَدِ قَولي ، وَصوتُ عَبَاءَةِ أُخْتي يَضْرِبُ مَسامِعي التي لَمْ أَكنْ أَملِكُها فَلَبِثتُ فِي شُرُودِي بِضعَ دَقَائِق ، دَلَفْتُ وأَنا أُجَاهدُ لأنْفِضَ عَني فَوْضَى اللاشُعورِ التَي عِشْتُها والتَي حَاولتُ تَمْحِيصها وإِحصَائها أَكانتْ" لـــــ رَكَعاتِ العِشاءْ ، لـــ قِيامْ ، قِيامان  ، أم حتى لِثَلاثَة ،مَاذا عنِ الدعاءْ ؟؟!!! ذلِكَ الذي أَصدرَ معمعةً ونَشيجاً هدَ جُدرانَ المَسجِدْ .....
عَلى حرارةِ جوِ " الحيلْ " ، لفَحتْني نسماتُ جَوٍ ضَرَبتْ بشُروديْ عَرضَ الرصِيفْ ، حَاولتُ أنْ أَنْسى صَوتَ أبِي المُتحشِرج بِالبُكاء ،الذيْ نُقِلَ إلينا لِمسجِدِ النساءْ بِمُكِبرِ الصَوتْ الذي أَحسَستُ لَحظَتَها أَنه أفْضَلُ ما اخْتَرَعَتْهُ البَشَرِية وتَمَنَيتُ لو أَنهُ إنسَانٌ للحظةِ كَي أشْكُرهُ وأتأَكَد أنهُ سَمِعَني بإيماءةٍ يُرسِلُها أَو "عـــَفْواً" ، شَكَرْتُهُ مِنْ أعماقِي وَهوَ يَنقِلُ صَوتَ أبي الذي لِمْ يَكْنْ بتاتاً كالصوتِ الذي كُنتُ أسْمَعهُ خَفيفاً قَبْلَ الأذانِ بِساعةْ وهُوَ يَطْلُبُ مِني أَنْ أُراجِعَ لهُ حِفظهُ فِي سُورَةِ البَقَرة،صَوتُه الذي كَانَ يتلُوُ الآياتِ نَفْسَها مُوَشحاً بِمهَابةٍ أضفاهَا عَليهِ جَوُ المَسجِدْ حَتى صَعُبَ عليَ أنا أَنا التيِ تَسمَعهُ كُل يَومٍ تَميْزَه....
مــــاذا عَلقَ فِي سَمْعي مِنْ تِلكُما الآياتُ ؟، أَنا التيِ أحْفَظُ  تلكَ الآياتِ عَنْ ظهرِ قَلبْ أَحسَستُ أنَني للأولِ مَرَةٍ أَسْمَعُها  ( وَهُمْ  عَنهَا غَافِلون ...... أؤلائك فِي جَناتًٍ مُكْرَمون ..... قَالوا أتَتَخذُنا هُزوا .... ثُم قَسَتْ قُلوبُهم فَهيَ كالحجارَةٍ أَو أَشدُ قَسوة ..... لا يُخَفَفُ عَنهُمُ العذابُ هُمْ فِيها خَالدُون .... وحتى قُل هو اللهُ أحدْ وحتى قَدْ أفلحَ مَنْ تَزَكى.... كَانتْ لَها لَذَةٌ أُخْرى)
والدُعاء الذَي لَم تَبرحْ كَلِماته تتَعاقبُ فِي كُلِ ثَانِيةٍِ أَتَنَفَسُها ، والذي حَاولتُ جاهِدً أَنْ أنْسخَ أكْبرَ قدرِ مِنْهُ فِي ذَاكِرَتِي بَعِيدَةِ المَدى ( الهُم إرحَمنا إذا وَرانا التُراب ... وودَعنا الأَصحابْ ... وإنقطَع عنا النَسِيم وفَارقنِا العَليلْ .... وغابَ ذِكُرنا ونَسينا القَريبُ والبَعيد .... اللهمَ اقسم لنَا مِنْ خَشيتِك وإجعلِ الموتَ أجملَ غائبٍ ننتظِره .... والقَبرَ أفْضَلَ بَيتِ نعمُرُه.... يــــــا أحَلمَ منْ عُصي )
..... دَلَفتُ وأنا شَاكِرةٌ لربي أحياني لِيومي وَرزَقني سجدةً في مِحرابِه وبَيتهِ
دَلَفتُ وأنا شَاكرةٌ لصَوتِ أبي الذي لَم أسمعهُ يَشكِي الدُموعَ يوماً وأنا أَبلغُ 17 ربيعاً ، شاكِرةٌ لصَوتهِ الذي أثارَ نَوبةَ بُكاءٍ لِلنساءِ حولي مازِلتُ أسمَعُ نَشيجَه للحظةْ وأَرى صَلفَ الدمعِ يلمعُ رُغمَ جفافِه.
دَلفتُ وأنا شَاكرةٌ للاتصال الذِي اعتَذرَ فيه أبي عَنْ موعدِ لَم يحِل دُنهُ ودونَ الواجِب فِي إمَامَةِ الصلاةِ بدلَ الإمامِ المُتغيبِ لظروفٍ ما  .
دَلَفتُ وأنا شَاكرةٌ لنفسِي التي اعتذَرتْ لــــ"خدِجة " اليومَ عَن عَدَمِ قُدرَتِها على الذَهابِ لمسجِد " أبِي الحَسنِ البسيوي " لِبعده عَنِ المنزِلْ ،وأنَها تفضلُ المسجدَ الصغير الذي يبعُدُ مسافةَ أمْتارٍ وقُرابةَ "3" دقائقَ مشياً على الأقدامْ .... آآآآآه يا صَديقتِي تَمَنيْتُكِ معيِ بَعُنف.
شاكرةٌ لنفسي التي وَقَفتْ بحزمٍ وقالتْ للامها " مـــاه صَدقيني المسجِد بعده 3 دقائقْ والدنيا أمان ورَمضانْ ولو راح الرجال بالسيارات يعني إنقطع رزقنا نصلي ونرد كلها ساعة وحده "
شُكراً أُمي للأنكِ وافقتِ ،.... شُكراً أخْتي للأنكِ رافقتني مسافةَ الطريقْ  
شُكراً لَكُم معشرَ " الـــــِرجالْ "
فقد أَثَرتُم في نَفسي اليومَ هاجِسَ الغيرةْ
وإني بحقْ لأغْبُطُكم على نِعمةِ "الجــــــماعةْ" ...... فاللهَ اللهْ لا تُضَيعوها فــــ تَندَمـــــوا
أصيلة الكندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق