لكِنما الليلُ الطَويلُ صَديقِي
لِكُل المنكوبِين فِي البقاع العربيةِ وَهُم يِطلونَ مِن غيهَبِ الوَجعِ الذي يلتَحفُونَ بِهِ ...أَنا لَم أنَسَكم
لِكلِ الذين يَعتقِدونَ بِأنَ الشرَ عَميقٌ فِي النفسِ البَشرية ...إِنهُ ليسَ كذلكِ
لِكُلِ الذينَ تأخُذهم الحياةُ بعيداً لِحدودها المظلمة وَيومَ يتَوقفونَ فِي إحدى رُدهاتِها بحثاً عن طريقِ العودةِ وَيجِدونَهُ ..لا يَعودُون ظناً مِنهم أنهم سَيخسرون الاثنينِ معاً ...... لا تَفعلوا ذلكَ مَن يتقِ الله يَجعل لهُ مخرجاً
لِكُلِ القانِطين ، المفتَرشينَ اليأسَ مَن لا يعتَقِدونَ أن كُلَ يومٍ سيءٍ يمرُ علينا يَدفعنا قُدماً نحوَ العطاء.... مساؤكم / صَباحُكم ثِقة
لأخي الصغير الذي قالَ لِي يوماً " سأقهَرُ الظلمَ بهذا" مُشيراً إلى رَشاشِ لُعبَةٍ بِيديهِ عَله يتعَلمُ القراءة سَريعاً وَيجدُ طَريقَةً يَقهَرُ بِها الظلمَ غَير العُنف !!
(1)
هَلْ يَلْزَمُ للإنْسَاْن أَنْ يَغْدُو مَجْنُوناً حَتَى يَتَفَوَهَ بِمَا يَحْلُو لَهُ كَمَا هَلْ يَلْزَمُهُ أَنْ يُصْبِحَ أَعْمَى حَتَى يُرَخَصَ لَهُ شِرَاءُ سَاعَةٍ لِلْمَكْفُوفين أَوْ حَتَى عَصاً يَتَوَكَأُ عَلَيْها وَيَهُشُ بِهَا عَلَى أَلَمِهِ = إِبْرَاهْيم
قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ شُرُوطِي يَا إِبْرَاهِيْم لئنْ لَمْ تَنْتَهِ لَلأْرجُمَنَكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيَا
شَقَتْ الكَلِمَاتُ طَرِيْقًا لجِوفِ إِبْرَاهْيم اِبْتَلَعَهَا جَافَةً تَجْرَحُ كُلَ مَا أَتَتْ عَلَيْه وَتَتُرُكِهُ صَدِيداً مُمِيتًا،بَلَعَهَا بِطَعْمِهَا البَشِعْ وَصَمتَ ، لَمْلَمَ أَورَاقَهُ بِهَسْتِيرِيَةِ لَمْ يُسْعِفُهُ بَصَرُهُ المُعَلَقِ فِي الخَارِجْ عَلَى تَفْرِيْغِهَا ،أَدَارَ قَفَاهُ وَهَمَ بِمَقْبَضِ البَابِ يَطْلُبُهُ ،
حَتَى هَذَا البَابْ مُزعِجٌ جَارَحٌ الصَوْت كَصَاحِبهِ لا سَبْيل مِنَ الخَلاصِ مِن َالاثْنَيْنِ سِوَى بِالوُلُوجِ خَارِجَ هَذِه ِالغُرْفَةِ الظَالِمِ أهلها ، استنشق إبراهيم هواء تلك الغرفة على مضض قال وحنقه متجمع أسفل لهاته "سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا " ، خرج وهو يندف عن رأسه سذاجة عمه ،خرج وهو مطهم بأماني حدودها اللا حد ، وألفى "عصام" لدى الباب ،قال ما جزاء من أراد بصديقك سوءا وكدر بمزاجه ، توجس الأخير من لحن صوته خيفة ورد متهكما كما لفرط حزنه !!لست عزيز مصر وليس بي قوةً حتى آوي وإِياك لركنٍ شديد ...لست كذلك لتستنجدَ بي يا صديق !!!
صمت الاثنان وأكمل الرواق المشرأب حمرة حديثهما بعد أن أدرك أن للصمت لذة يستطعمها هذان الظِلان فقط !
***
(2)
لا مجال للحديث في هذه القضايا نحن آلة بيد الحكومات كل شيء سلف ودين حتى مدد الحبر وسأدفع فاتورته بثمن باهظ = رئيس التحرير _ بسام _
ومرة لأخرى يتفجر في داخلي السؤال المقصلة :لماذا أصبحت الأمور على هذه الشاكلة ؟لم أصدق أن هذه النوعيات من الأشخاص قد خطفتهم الحملات التي شنت عليهم سابقا بعد إن انطلت عليها حبائلنا وألاعيبنا ، كيف السبيل إلى الخلاص من إبراهيم ومن معه ،القضية الأشد تعقيدا تكمن في كونه ابن أخي ، هذا ناهيك عن أنه لا أثر لمسمار يدق على حائط أقاويلي إن تقولت عليه ، لكن ...... مازال في عمك بقايا عقل يا إبراهيم مازال يا ابن سليمان !
أعلن للأعضاء تحرير المجلة والمؤسسة عن اجتماع طارئ في القاعة "ب"
لماذا القاعة "ب" يا سيدي
نفذ ولا داعي لهذه الأسئلة !
عفوك سيدي ولكن ما المناسبة
ألم تسمع بما يسمى بــــ "مفاجأة"
مفاجأة !!
= ما فضحته أسلاك الهاتف المحمية
يجب أن أروضهم على ما أريد يجب أن يفهموا جيدا أن هنالك خطوطا حمراء يحرم تجاوزها لكائن من كان ،لا حاجة لفتح بابها بين أرتال الحكايات ولا حاجة لمفاتيح احتياطية يملكها غيري حتى لا يشخب دم الحقيقة بعيدا فيشتمه السواد الأعظم من العامة!
***
(3)
و جمع بسام كيده ثم أتى وقد أفلح اليوم من استعلى = لسان حال بسام ومن على ملته
الساعة التاسعة مساءا في قاعة الاجتماعات "ب" لمجلة الحرية
اللغط في أوجه والأصوات تتسربل مع فتحات الهواء للأجهزة التنصت الصامتة بحذر شديد الممسكة على فوهة أفواهها علها تعيش أكبر وقت ممكن بمنئا عن فضولية البعض .
يبدأ الاجتماع ويتصدر رئيس التحرير
كما تعرفون وتعلمون أنا لا أجمعكم في هذه القاعة إلى لماماً وإن فعلت فلحاجة في نفسي أقضيها ، أما لم جمعتكم فللحديث تتمة .... أعزائي عزيزاتي إخواني وأخواتي أعضاء المجلة
أخبرتكم سابقا أن الأوراق تحمل روائح من تتحدث عنهم من يكتبونها ويرسمون ملامحها بإتقان شديد ولمجلتنا المتسامقة نجاحاً "الحرية " الغنية عن الوصف مشوار 30 عاما من العمل الدءوب وإنما ما وصلت إليه اليوم ليس إلا بفضل جهودكم المحمودة في تقصي حقائق المجتمع ومعالجة مشاكلهم بطريقة حضارية ترضي الكل وتعطي كل ذي حق حقه وإنني لشاكر لتلك الجهود ومانح كل عامل في هذه المؤسسة ترقية بنسبة40 % من الراتب الأساسي تكليلا لكل أعماله ولأحيطكم علما فإن قضية الأراضي في المنطقة الساحلية قد حلت تماما وكذلك قضية المطالبين بترقيات في المؤسسات المدعى عليها هذا إضافة إلى توصلنا لحل وسط لقضية المطالبين بحقوق العمل ويمكنكم أن تبدءوا بالتغطية الحقيقة للوضع المشرف لنا .
تصفيق حار ند عن الحاضرين وتمادى البعض في التصفير الكل منشرح الفؤاد منبسط الأسارير ورئيس التحرير يضحك حتى تكاد آخر أسنانه تقع ويدهس عليها الحاضرين فاضحين هشاشتها ،إلا أن أربعة أيد وأعين تسمرت مكانها وخبأت أصابعها متلهية بأي شيء كي لا تفضح سكونها والبقية في نشاطها تصفق بحرارة شكرا لتلك الهبة الرائعة التي تفوه بها رئيسهم .
***
(4)
"في هذا الزمان المجنون
إما أن تغدو دجالا
أو تصبح بئرا من أحزان
لا تفتح بابك للفئران
!كي يبقى فيك الإنسان "*(1) = إيناس
أتمنى لكم وجبة عشاء هانئة أهذا ما قاله قبل قليل قبل أيام كان يخطب علينا حاثا إيانا بالاقتصاد في كل شيء مدعيا أن التدبير أساس نجاح المؤسسات وهاهو لا يبالي بضخ هذا الكم من الأموال على طاولة العشاء هذه ، وهذه الهامات الخرساء لم تصدق خبر الترقية ولا هذه المعاملة حتى خرست عن بكرة أبيها يالك من غريب يا ابن آدم مع علمهم أن هذه ترضية لهم لا أكثر ، يجب أن أتصرف وأوقف هذه المهزلة بطريقة أو بأخرى لكن كيف ؟؟
إيناس تتخطفها الأفكار وتقذف بها في وجه أمواج هي في غنى عنها ،وإبراهيم صامت كأن الطير حط على رأسه لا أحد يعرف ما تغلي به دمائه والبقية يلتهمون ما أمامهم بشراهة ، ورئيس التحرير دعى الكل لكبش سمين وتصنع التبسم لكن خوفه يظهر جليا على هذين الاثنين ، ولما رأى أيديهما لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قال بصوت جهوري أرغم الكل على الصمت
إبراهيم إيناس هل هناك من أمر يقلقكما .
وأخيرا ها قد وقعت سيدي الموقر إلى حتفك سعى قدمك يجب أن أقتنص الفرصة .
نعم سيدي بالنسبة لي هناك ما يقلقني ويقض مضجعي حتى إنني لا أجد مبررا لصمتى الطويل هذا وأنا عاملة في مجلة ومؤسسة الحرية نعم الحرية المؤلمة
قلب الكل بصره صوب ذلك الصوت مبدين استغرابا عجيبا ،كل العيون معلقة عليها ومازالت تنتظر الإذن بالحديث !!
قال وهو يصر على أسنانه بشدة مخفيا هلعه الذي سيفضحه قالها وهو نادم ولم يصدق كيف أقتدر على إخراجها
تفضلي كلنا آذان صاغية
تبسمت بحشمة ، هذا من لطفك سيدي وإليك ما يقلقني
سيدي الموقر إنني منذ تسعة أعوام أو تزيد كنت أفكر بمستقبل مغاير لما أنا عليه الآن فأنا منذ أعوام منذ أن وقعت في يدي مجلة الحقيقة حتى سكنني هدف آخر وكان لي ما أردت أنا اليوم مديرة قسم في هذه المؤسسة ودرج مكتب مليء بالشهادات التي يحلم البعض اشتمامها والحمد لله لكنني يا سيدي لأحيطك علما وليكن بيننا اقترفت جريمة ،جريمة الصمت التي وللأسف أقل ما يمكنك إلحاقها بي ولا يغسلني من دنسها سوى التحدث بما يمرض القلب ويؤلمه .
سيدي الموقر أتذكر يوم سألتك ما معنى "الحرية أن لا تنتظر شيئا "* تلك العبارة التي تتصدر غلاف مجلتنا المتسامقة نجاحاً على حد قولك فأجبتني بثقة :الحرية أن تخط ما في قلبك على الورق أن تكتب بدون رياء أن تكون بريئا حد الطهر ! فأين الطهر سيدي مما وصلنا إليه اليوم وألم تقل يوما : أنا لا أحب الركعات الناقصة أمقت السجدة التي لا تتم والعمل المشوم بالنقص فما بالها أعمالك التي تديرها اليوم تفترش النقص وتزين به أُسُسها المقامة على جدران تريد أن تنقض ،أنا يا سيدي لا أقوى على لعب هذه اللعبة المكشوفة لا طاقة لي بخداع الناس
هل يمكنك أن تخبرني أين ذهبت الملاين وما يضاعفها التي تقدمنا بطلبها من منظمة حقوق الإنسان بجنيف وبعد عمل مضن ٍ ،لا تقل لي ذهبت هنا وهنا فالعقل البشري يرفض كل الرفض أن تكون كلها نفدت في مشاريع ضئيلة كالتي تكفلتم بعملها ،وهل بإمكانك أن تخبرني كيف تكفلت بحل مشاكل الأراضي الساحلية وأنقذتها قبل أن تبتلعها أفواه المستثمرين الجشعين في حين أنهم كانوا يرفضون أي تسوية من طرفنا إنني لا أحب الطعن في الآخرين لكن لا يمكن أن يكونوا إلا ورشوك حتى تتمكن من إقناع أهالي المنطقة وولاة القرى لتسهل لهم تمهيد ا لمآربهم هذا أقل أمر بشع يمكن تصوره ، ثم ماذا تقصد بقولك بتسوية ترضي الجميع ؛ إنها ليست كذلك وأنت تعلم إنها ترضي معشر الجشعين ولا تبقي للناس سوى القلة القلية أو لنقل الفضلة بعد أن يتم نهب الصفوة من كل شيء جيد وماذا عن قولك بطريقة حضارية تشرفنا هل تقصد بذلك أن لا نفضح التواطؤ والتآمر ضد الغافلين ،هل ترمي بكلامك ناصية الفرس وتقيدنا لنكتب ما يمليه عليك هواك ،ثم أين الشفافية التي سطرتها في قانون حفظ حقوق العاملين لديك ،من حقنا يا سيدي أن تكف عن الحديث بلغة الغموض التي يؤولها الكل حسب ما يرتئيها في حين أنك تصيب بكلامك ما لا يفقهه الكل ، سيدي الموقر قد نعم قد تصلح وترسم لنا المستقبل بتفاصيله الوردية وتبحث عن كوامن الجمال لكنك بالتظليل والتعتيم على الحقائق واقتراف هذه الخطايا تُعهر لنا المستقبل وتشوه لنا الجمال وروعة الألوان .لا يسعني القول سوى انك نجحت في إزالة كل خزي عفر جبهتك وانك تعرف جيد كيف تدس السم في الكعك المحلى لكن لتعلم أنني لم أقضم تلك الكعكة ولن أفعل وإنني للأقدم اعتذاري عن إكمال جريمة الصمت هذه إنني أخاف يوما عبوسا قمطريرا ،إنني أخشى أن تأتي علي ساعة لا يصح فيها ذلك المثل _قرع فلان سنه_ فلا وقت حتى للندم وقرع السن إنني أترك لكم دينكم ولي دين فهذه الحياة مليئة بهذه الدفاتر المزدوجة التي تصلح للإخفاء جريمة وبدأ أخرى في الصفحة ذاتها فلتلعبوا فيها حتى وأنتم عميان صدقوني ستنجحون .
أعتذر إن بدر مني ما يسيء و أستأذنكم بالانصراف ،فلا يجب أن أذهب بكل الأكسجين هنا
جمعت إيناس ما تبقى من حديثها وهمت بالانصراف وسعاد تقهقه بأعلى صوتها بعد أن فسخت كل الحياء ولسان حلها "صمتت دهرا ونطقت كفرا "، تركتهم يكملون ما تبقى من أقاويل وينعتونها بالخرف إلى أن هناك من كان يغلي ويكاد يحرق كل ما تصل إليه عيناه تركته "كطبيب أجبر على الكشف عن مريضه بيدين عاريتين "
هذا مالم أحسب حسابه تلك الطفلة ،من أين لي بقفاز يخمد روحها و يخفيها للأبد
أمسك منديله وجفف به حبات العرق التي ندت متصفدةً على الجانب الأيسر من جبينه وهمت بفضحه حمحم قليلا وتكلم بنفس النبرة : لا تكترثوا سأحل المسألة شخصيا أتمنى أن تكملوا عشائكم .
إلا إن إبراهيم لم يمهل عمه وقتا حتى يستوي ويرتب ما تبعثر من هيبته، قرر المغادرة فهو الأخر أحس بالسم المستشري في هذا الهواء ، لكن حاله مختلف خرج تاركا الابتسامة تندلع على وجهه وهو يقهقه من أعماقه بفرح ، تركهم وهم لا يلون على شيء ،وهو مدرك تماما أن موازين عمه قد اختلت بنجاح باهر وأن كلام إيناس قد أصاب معقل الفرس وهذا ما يهم ،فها هو رب العالمين يفتح له بابا من حيث لا يحتسب .،هاهي ذي الحقيقة تتسربل رائحتها ويميزها البعض من حيث لم يظنن .
***
(5)
"يقضي الإنسان العربي بداية عمره في تعلم النطق وتقضي الأنظمة العربية بقية عمره في تعليمه الصمت "*(2) = عصام
ليتك كنت بيننا يا عصام ورأيت عمي للأول مرة في موقف لا يحسد عليه كان يلوب في منحنيات حديثها وامتقع وجهه دفعة واحدة ومحاولاته الجاهدة في ضبط نفسه ذهبت أدراج الرياح ، تخثرت الذاكرة وقتها وأحسست أن الوجود اقتصر على ذلك الموقف وعلى حديثها الفاضح له ،مازلت غير مصدق لما حدث وكأنها صورة كاريكاتورية هزلية عشتها للحظات تحملنا على الألم أكثر من الضحك كان حديثا محشوا بالديناميت انطلق يروي ما غفله القلم يوما !!
لو كنت بينكم يا إبراهيم لحييت إيناس، لأمنت على كل كلمة قالتها فالجرح الذي يدميها استوطننا منذ سنين ،إنني لا أكاد انسي أوجه من قابلتهم ،من علقوا فينا الأمل من اقترفت هذه المؤسسة الملغومة الجرائم ضدهم ،هناك جرائم أشد ألما من جرائم الحرب فقروحها تظل أبد الدهر ،غياب الحرية غياب المصداقية وباء يستشري ويأخذ من حيواتنا كل رحيقها وهذه الأنظمة التي تطبق علينا الخناق بكل ما أوتيت من قوة تقتل فينا دماء العروبة تروضنا شيئا فشيئا كما تروض الخيل والذي يتمرد تخمد أنفاسه بأبشع الطرق، وإنني هنا لا أشير للقتل والتعذيب لا إنها تقتلنا ببطء تقتلنا بالجهل بالفقر بشفط الأخلاق من أوساطنا كما تشفط مجار من العفن طفحت على سطح الأرض، تنشر بيننا الحقد والحسد والرذيلة والأهم من ذلك تعلمنا العيش لهذه الدنيا واستعبادها لنا تنسينا أننا مجموعون ليوم لا نخلفه نحن ولاهم مكان سوى ،يكسرون أحلامك بقسوة وينبتون في قلبك جرح باتساع الفراغ وأنت ساه غاف غفوة الأموات ،صدقني هناك ما هو أبشع من لون الدم ،هناك أمراض فتاكة تقرضنا ببطء تحيلنا أسماء آلة قياسية لا تتبوأ سوى طلاء الكراسي ونحن غافلون
إيناس هي الوحيدة فينا التي استطاعت كسر حاجز الخوف والتحدث نعم فلإنسان بأصغريه قلبه ولسانه ،لقد ألقت لهم عصا غليظة لتلقف ما يأفكون ،إنما صنعوا كيد خائن ولا يفلح الخائن حيث أتى ،وخيانة الوطن أعظم خيانة ، على الرغم من أني لم أسمع ما قيل لكنني أحس بطعم الدواء على كل جراحي فنحن لسنا كما قيل نحن لا "نعيش الحياة لأنها أقل تكلفة من الموت ولسنا مولعين في الغياب بالحث عن الأشياء الرخيصة "* نحن نعيش الحياة للان هناك ما يستحق دوما العيش له هناك مغزى من وجودنا ،هناك يوم لكل منا لظالمنا ولجرحانا ...
"كلنا جرحى ليس شرطا أن تجد دمائك تسيل على جلدك ثمة دماء غير مرئية " * مع ذلك لست أقل فرحا منك حتما هناك دوما ما نعيش لأجله فنحن لم نخلق عبثا نحن قادرون على عيش الوضع الذي نرغب، نحن من سيصنع رحيقا احتياطيا إن أبى الظالمون إلا تسلطا ونفورا علينا .
***
(6)
إن هناك في هذا الفراغ أناس يجبروك على اكتشاف نفسك واكتشاف زيف الأشياء حولك يجبروك على احتساء مرارة الواقع ،وعندما يوصدون دونك أبواب السعادة تضطر لوقوف وقفة طويلة مع الحزن لا تبرأ منها إلى بإبادتهم، إلا بلفظهم خارج منطقتك الجغرافية ليعود مؤشر تنفسك وضغطك لسيرته الأولى = بسام _رئيس التحرير_
هل كنت تعدين العدة ليوم كهذا يا إيناس ؟،هل كنت حقا بذلك القدر من التمرد يبدوا أنك سعيدة سعادة لا توصف يبدوا أن السماء التي تظلك كانت عطشى لفرحك لسنين عجاف ،كم أنت حمقاء وذكية في الوقت ذاته ،حمقاء لأنك ستدفعين ثمن ما فعلت باهظا ،حمقاء لأنك فتحت عيني على الواقع فانا الذي كنت أحمل هم إبراهيم ولم أكن لأحسب حسابا لأمثالك كنت أظن أن ابن أخي هو الوحيد الذي يهدد مصالحي فتحتي عيني على اتساعهما لم تدركي "أن المحن التي تصيب الإنسان ،توقظ المواهب التي لا تظهر في الظروف الطبيعية "** لم تتقي غضبي يا صغيرة ،لك أن تمشي في الأرض مرحا لكن دقائقك باتت محسوبة أنا لن أرتكب حماقة مثلك وأفصلك كما تتوقعين لأنني إن فعلت فإنني بفعلتي أثبت كل ما نسبته لي لا لا يمكن أن ألدغ من الجحر مرتين ،مع ذلك كله أنا لا أنكر ذكائك وأعترف لك أنك أتقنت دق مساميرك بحذق وفذلكة عقلية قلما يجيدها البعض وأرغمتني على شرب جرعة إجبارية من الهزيمة و فوق كل ذلك أوقعتني تحت هذا الضيم وأنا عاري إلا من دهشتي وكما تعلمين "فاقد الدهشة كائن ميت "** وأنا مازلت حيا أرزق مازلت تلك العظمة التي تعرقل سير تنفسك مازلت ذلك الرجل الذي يكره أن يلدغ من الخداع مرتين .
****
(4)
كلٌ يدلو بدلوه في هذه الحياة ويظل دلو الحقيقة معلقا كحبل مشنقة يقتاتنا ببطء وينفخ كل توقعاتنا بحكمة كحال رماد أضنى الأرض وهي تحمله بلونه الحيادي ولم تكن لتعرف أين تضع حملها إلا أنها اهتدت أخيرا ووضعته صوب الرياح ليعيش يتيما ويدفع ثمن حياديته = العاملون في مؤسسة الحرية
هل تعتقد أن ما صرحت به إيناس حقيقة من الحقائق التي يخفيها عنا الرئيس
وهل تظن أنني وكلت سكرتيرا لأحدهما ،كل ما أعرفه أنه لا أحد يعرف الحقيقة
أنا أعرف
ماذا تعرفين يا سعاد
كما تعلمون أن إيناس لم توفق في مقالها الأخير ومما وصلني من الحقائق أن بسام بنفسه حال دون ذلك وهذا ما جعلها تلفق التهم ضده انتقاما .
لا لا أظن ذلك كلنا يعرف أنها لا يمكن أن تأتي بمثل هذا الفعل إنها لا يمكن أن تتعامل معه بطريقة الانتقام الوضيعة هذه لقد عملت معها كثيرا ولم أكن يوما للأصدق أنها من هذه النوعية من الأشخاص .
أنا أيضا أعتقد أن ما أشارت إليه يحوي نسبة كبيرة من الصحة .
أنتم حقا جاحدون ،ناكرون للجميل الرئيس بسام أغدق علينا بالعطايا ولم يقيدنا في شيء ولم يبدر منه سوى كل خير .
سعاد ، ليس كل ما يلمع ذهبا هناك أمور لا نراها دوما بالعين المجردة مع ذلك أنا لا أطعن في بسام فهو بحق كان نعم الرئيس والقائد .
دعونا من هذه القصة واتركوها لصاحباها فأهل مكة أدرى بشعابها !
****
(5)
في أحاين كثيرة ينادى الإنسان على أبواب قلبه ولا يجد فيها من يهديه لا يجد سوى الحزن حاديا له عندها يلجأ لصوت العقل ولو فجعه حديثه فالحياة فجائع وأفراح ولا بد لكل منا أن يتذوق الاثنين معا ليعيش سعيدا!= إيناس
هكذا إذا سيدي الموقر أنت لا تنوي فصلي ،لا تريدني أن أستقيل لكنك لا تعلم أنني أطلب ذلك منذ سنين صدقني أنا لن أغضب إن أقلتني بل سأشكرك سأكون مدينة لك وبحق فالحياة هنا سجن لا حرية بالنسبة لي وقضبان السجن أجمل من جدران هذا المكان على الأقل لن أكون خانعة مسكونة بالخداع سأدرك حقا أنني طائر مسجون سأبحث عن ضوء الشمس بصدق،أما هنا فأنا كحبل غسيل ترمي به الريح حيث تشاء أن يجد شمس أحلامه صعب إن لم يكن مستحيلا ، عملت لثلاث سنين هنا لكن لا أدري لماذا أحس بأني قضيت العمر كله في هذه الأزقة رغم ضيق جدرانها وشحوب ألوانها فمتى وكيف سأبرأ من هذا المكان ،من قال أن النسيان لغة واحدة يمكن للكل أن يجيدها ،من قال أن بمقدرنا أن نمسك بيد النسيان ونرميها للأعمق الهاويات السحيقة من قال ليأتي ويخبرني كيف ويعلمني الطريقة !
****
(7)
"قد تذهب إلى القمر حقا ،لكن تلك المسافة ليست بعيدة
فلا تزال أبعد مسافة يجب أن نقطعها تكمن في أعماقنا "*(3)= إبراهيم
"مساؤك أقحوان وعسجد ولجة ماء :
إبراهيم كان بإمكاني أن أرسل لك أحد بطائق الدعوة هذه وأمسك بقلمي وأمحو معالم اسمك حتى أفسح المجال لغيرك في هذه الورقة هذه الورقة التي لها طعم فروضنا المدرسية التي ودعناها منذ أعوام لكنك يا صديق كنت حاضر مع كل اسم مع كل تهنئة تصلني رغم تأكدي أنني مزقت الورقة وأنا أعيد تكرار الخط على اسمك ،كنت أخشى أن أنساك وأتذكر الكل فلا تنعتني بالمجنون إن وجدت عشرات الرسائل على بريدك وعشرات أخرى من بطائق الدعوة على درجك ،لم أتلعثم يوما وأنا أخط لأحدهم كما هو حالي اليوم ولم أكن لأعيد قراءة هذه الأسطر مرات ومرات للأي كان لكنك يا صديق أرغمتني على ذلك أرغمتني على تحسين خطي وأنا أخط لك ،أرغمتني على ترتيب أحرفي بما يتناسب مع ذوقك ،أرغمتني على رمي أصول الكتابة جانبا والتخاطب معك بلغتك البحته .
،أما مناسبة الرسالة فإني قررت أن أتزوج ،لا تستغرب ذلك فقرارتي دوما وليدة ثانية من التفكير لا أكثر ، دعني أسر لك مالم أخبر به غيرك ،حقيقة الأمر أني خجلت وأنا أسمع حديث رسولنا الكريم "الزواج سنتي ومن رغب عن سنتي فليس مني "هكذا قررت وحسم الأمر أتمنى أن تلحق بي قريبا ولا تنس أننا في أحاين كثيرة نصاب بالعمى عن أبواب كثيرة فتحت لنا ولكننا مع ذلك نأبى سوى أن نركنها عرض هامش الأحداث حتى تسدل عليها ستائر النسيان وتمر عليها عربات الزمان وتمحى ما تبقى من ملامحها ...
أتمنى أن أجدك أول من يمسك بيدي فأنا لا أشاهد جيدا وأنت غريب عن فرحتى يا صديق
قبلة لك حيثما كنت "
كم هي سريعة الحياة ونحن نمصها بالاستهلاكية ونؤمل أننا سنعيشها حتى نشرب كل جميل فيها في حين أننا لم ندرك يوما أن الأمور التي نتوهم أنها تتشح بالجمال ليست سوى من صنعنا ،نبحث عن الرائع خارج جغرافيتنا ونبحث عن كل باب فيها ولا ندرك أن أبوابا داخلنا فتحت وتنتظر منا أقل تقدير هذا هو حالنا حتى ندرك أن شمسنا مالت وحان الغروب وأصباغ العالم كلها لن تخفي اشتعال مشيبنا ، إن أحسن ما فعلته يا عصام أنك اتخذت هذا القرار ،فقد نملأ أدراج مكاتبنا بالشهادات من كل حدب وصوب ،وقد نبالغ في تدليلها ونتخير لها مقعدا من خيرة المقاعد ونشير لها بالبنان "إنها إنجازاتنا " لكن ما فائدة ذلك كله إن لم تكن تحس بوجودك وكنهك في هذا الفضاء ،ما فائدة ذلك إن لم تجد من يقدرك ،من يساندك من يخفف عنك بعض حملك ، عصام أتنمى لك من سويداء القلب كل جميل ،ومن يدري قد تصبح الفرحة فرحتين ؟؟
****
(8)
"الأماكن كالأشخاص تتواشج بينك وبينها ألفة أو عداوة "*(4) عبدوه خال = إيناس
كل شيء يلوب في مخيلتي كل شيء يعربد داخلي بحزن آسن وأنا لا حول لي ولا قوة كالسلحفاة التي تعلقت في الهواء ومن فرط فرحها نسيت شرائع الطيران نسيت أن للفرحة ثمن ،الفرق الوحيد بيني وبينها أنني من فرط حزني نسيت حتى شكل الدموع ولونها وطعمها ، كل شيء يتفتت تحتي كالزجاج المبثوث وأخرى لم يفلح معها سوى الهرس لا أقدر على شيء كرماد في ريح عاصفه إنني دوما لا أجيد التعامل مع نوبات انفعالي أفضل ما يتوجب على أن أفعله هو أن أغلق هذا الباب بكل تفاصيله وأحمل الورقة الوحيدة التي ستنجيني من خضم هذه المعركة قبل أن أجرح ولا يصلح العذل .
تفضل بالدخول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وع ل ي ك م م م ا لس لالام .... تفضلي
أتمنى أن لا أكون قد أزعجتك
لا لا أساسا للتو كنت أنو الخروج
هل أمور المؤسسة بخير ؟؟
ههه المؤسسة نعم خاصة بعد الحادثة التي كنت بطلتها
سيدي أنا ...
لا لا داعي للاعتذار أنت لست مجبرة على ذلك
أنا لم أأتي للاعتذار ولم أكن لأعتذر عن خطأ لم أقترفه أتيت لأسلمك هذه وأتمنى أن تدعو لي بالتوفيق وتغفر تقصيري
ورقة استقالة !!! لم ؟ هل بدر ما يزعج ؟
لا كل ما في الأمر أنني أحسست برغبة في الاستقالة إنما لحاجة في نفسي أردت أن أقضيها ،وإني لشاكرة لسنين عمري التي قضيتها تحت كنفكم وأتمنى لكم تقدما و تسامقا نحو الأفضل وأكثر .
أمتأكدة؟؟
متأكدة وأنا قلما أتأكد من قراراتي !
إنني لن أطلب منك العودة مع تأكدي من خسران أحدا من أفضل العاملين فيها ، أنت تعرفين سياستي جيدا ، إنني أحترم قرارات الكل وإن كان هذا قرارك فأتمنى أن تكوني متأكدة ومتحملة لكامل المسؤولية .
كن واثقا من ذلك سيدي الموقر
أعتقد أنني سأفتقد "الموقر"هذه كثيرا
ستجد ما هو أفضل منها
أتمنى ذلك ....!
لم يتبق الكثير وأغلق صفحة هذه الفصول فيدي تلوح للكل وتستميح عذرا من الكل بلا استثناء ( الرئيس بسام ،سعاد ، سهى ، سلوى ،زينب ، عصام ،محمد ، المنسق سالم ) تعبت من إعادة نفس الحديث لكل منهم ، والبعض لم أجدهم هل سيكون من اللائق أن أرحل هكذا دون دمعة تدل على رحيلي ، دونما الفرض الذي وضع لكل المقالين وجائزة نهاية الخدمة هل أتركها هي أيضا أليست من حقي ألم أعمل ليل نهار لهدف سامي كما يسميه البعض ولكنني في الجانب الآخر ألم أدرك أخيرا أن هذه الأرض تشوه أهدافنا حتى ولو تسامقت سموا ً ، كان علي منذ البدء أن أخفي وأيها كان كان كلاما ذو شجون !
شدت إيناس الخطى وهمت بباب الخروج تطلبه ،أخرجت خمارها ، وضعته على طبقتين كي تخفي دموعها ،كي تشربها بمفردها ويكون لها نصيب الأسد فيها ،كي تنسى أن لها عينان جميلتان تشاهدان ما تبقى من ذلك المبنى ! ،
حقا يا إيناس حق فيك ما قاله أوسكار وايد "على المرء أن يخفي عن الآخرين صيدلية بيته ومكتبته "
****
(9)
هل أنت حرف إبائي
ولوحة بفنائي
وبسمة بشفاهي
ورشفة من إنائي
أخبرني يا عصام: ها أنت بعض أناي ؟؟ = إبراهيم
ألا تشعر في أحاين كثيرة بالكآبة وأن هذه الدنيا على كبرها لا تسعك وأنك غنيت كثيرا في مواسم الفرح ولم يتبق من حقل أيامك سوى الحلكة السوداء ، وأنك أصبحت تعرف ببعض أرقام الألم ،لا أجد مبررا على وقوفي وحدبة الهموم هذه أحملها على ظهري بتماسك ،البارحة عندما بشرت أختي انك قريبا ستجرين العملية التي انتظرتها طويلاً ،ستمشين كيفما شئت في هذه البسيطة والكثير الكثير لكنها عبست بوجهي قائلة :إن شاء ربك إنني سأكون يومها ميته ، لم أشأ أن أكثر عليها ،خرجت ويممت وجهي شطر الباب وأنا أجر تحت قدمي ما لا أحسد عليه من الضيق ،هذا نا هيك عن الصراع الداخلي الذي أعيشه كل يوم في هذه المؤسسة وأتمنى لو أستطيع أن أطلق ساقي للريح وأترك عمي ومن معه وما يعبدون ،لكن لي أخت وقعت على راحتها يوم قبلت أن أكون عضوا فعالا في هذا المكان ،عصام لكي تحيا فقط لكي تحس بطعم العيش لا تكن مرتهننا لعوامل خارجية ،لا تكن رهينة مثلي !
يكفي يا إبراهيم ،ألا تعلم أنك عندما تفتح بنك أحزانك للآخرين فإنك تقترف خطأ فادحا ،إنك لا تعلم أنهم يختلسون كل شيء ويتركون لك الخواء تلوكه بمفردك ، ألا تعلم أنهم يدخلون كل حساب فيه وببطاقات إتمان مزورة ، دع لنفسك شيئا يا صديق!
حتى أنت يا عصام
ربما ربما ألَسْتُ بَشَراً يَتَغَيَرُ قَلبِي دُونَ سابِقِ إِنْذار
صحيح نسيت أن أبارك لك ،مبارك يا صديق
ههه على ماذا على اعتزامي على الزواج أم على منصبي الجديد
منصبك الجديد ؟
نعم رقيت البارحة للأكون محل إيناس
إيناس !!
نعم ،ألم تسمع بأنها غادرت البارحة ألم يصلك أنين هذه الجدران على رحيلها
كيف ؟
يقال إنها قدمت استقالتها ،ويقال أنها طردت كل عامل هنا يفصل قصة على مقاسه ولا أحد يعلم الحقيقة إلى عمك .لكن الأرجح أنها استقالت ،فالنظرة التي حملتها عيناها لم تكن نظرة انكسار ،كانت انتصار وأي انتصار ذاك
أنت لا تعلم عمي يا عصام ،إنه كالحية تأتي لها من كل مكان بمخرج وتنفث سمها دون دليل ضدها إنه مستعد أن يقتل الناس ويمشي في جنازتهم والدمع يسبقه إن عارضوا مصلحته إنه يفعل ذلك ولا يأخذ فينا إلا ولا ذمة .
اذهب واسأله لتستبين
لا لن أفعل ،عصام هل تفكر بما أفكر
أظنني، أنت لا تنوي مفاتحته بهذا الموضوع لكي لا يحسب أنك مهتم به.،لكن لم أنت مهتم بالأمر حقا
ربما ستعرف عما قريب
أخبرني !
أنت قلت لي "أبق لنفسك شيئا "
ههههه ،ضحكنا كلانا ولكن لسببين مختلفين ، لقد نجحت بالخروج من هذا المكان يا إيناس ولكن ماذا تملك رهينة مثلي سوى الخنوع ،إنني مكبل بالأغلال من كل صوب ،مع ذلك لن يكون إلا للأجل قريب !
****
"قل لهم
أنك نزفتهم في لحظات ألمك كدمك
وإنك أجهضتهم في لحظات
غيابهم كجنين ميت بداخلك
وإنك أطلقت سراحهم منك كالطيور
وأغلقت الأبواب دونهم
وعاهدت نفسك ألا تفتح أبوابك
إلا
لأؤلائك الذين يستحقون "*(5) = إيناس
شهران كاملان وأنا كبندول ساعة نقل لمنطقة جغرافية مجهولة لكن الذي أجبره على الرحيل نسي أن يخبره أنك الآن بعيد عن تلك المنطقة ، أنك بعيد بعد القمر حتى يحتاط ويقسم معادلة حسابه على سدس الجاذبية الأرضية ويعيش باتزان ، شهران وأنا كأسمال لم تجف على حبل غسيل جف قبلها بأيام ،شهران وأنا لم أبرأ منك يا مجلة "الحرية " حتى أن قلمي لم يعد يطيعني حالما أفكر في هجران أوراقك ،طلبات العمل تملأ درج مكتبي وأنا التي اتخذت قرار استقالتها بنفسها ولم تعط أحدا منه شيئا عاجزة اليوم عن مباشرة العمل من الصفر ،عاجزة أنا وأناي عاجزة عن الولوج لنظام معزول ،نظام لا تتطفل فيه المشاعر ،نظام أكون فيه أنا "إيناس " بريئة منك أيتها الحرية .
طق طق طق
تفضل
إيناس إيناس
نعم يا عينها ،تفضل بالدخول يا أبي
كيف أنت يا ابنتي
أنا أنا من السماء بخير يا أبي
تفضلي
الموضوع نفسه ،لا أدري على كثر الطلبات هذه وأنا لا أعرف استقرار لا أعرف أين أحشر نفسي بين هذه الأكوام
لقد أتيتك للأمر آخر يا ابنتي ،جئتك اليوم بنبأ يقين
للأمر آخر ،خيرا إن شاء الله
كله خير يا ابنتي ،أتعرفين إبراهيم ،ابن صاحبي سليمان رحمه الله ،إنه أيضا مدير فرع في عملك السابق
نعم أعرفه ما به
جاءني اليوم طلب مني شيئا
بنفسه جائك إن كان من طرف عمه ويطلب مني العودة فأنا متأسفة يا أبي
لا جاءني يطلبك ،يريدك زوجة له
ماذا ،أنا !!!
****
"عندما يغلق باب السعادة يفتح آخر
ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة
.....بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا "*(6) =الرئيس بسام
رحلت تلك الطفلة وإبراهيم توقف عن الطنين في أذني كالذبابة وميزانية المؤسسة تتراجع تدريجيا ، والقراء يتوالدون يوما بعد يوما لمجلتنا ،واستثماراتنا تلقي بملابس الفشل جانبا ،حقا إن للحياة لسحرا فهي لم تسمى مجازا فرحا بل حقيقة بعلاقات متعددة تفوق الحرفية منها _سببية ،مسببية ،جزئية ،كلية ..........إلخ_ .
ترن ترن ترن
سيدي إبراهيم يود أن يراك
أمممممم دعيه يدخل
السلام عليكم
"سلام قولا من رب رحيم "
أراك بشوشا عيناك تلمعان فرحا
لم ،أللا يحق لي أن أفرح
بلى يحق لك ،لكن أتمنى أن لا تكون فرحة مسروقة من الآخرين .
للتو كنت سعيدا للأنك ابتعدت عن الطنين في أذني ،ولا أكاد أنتهي حتى تعود لسيرتك الآولى ،ألا تمل من تكدير مزاجي ؟
عفوك عمي ما عاش من كدر مزاجك
إذا مالي أراك حيا ترزق ؟
أستغفر الله
كلمة حق يراد بها باطل ، المهم ماذا لديك ؟
لا شيء ألا يمكن أن أقصدك للأراك
أنت تعلم أن لا وقت لدي أعطني من الآخر
إليك من الأخير في الواقع لقد قررت الزواج
الزواج !!!
نعم
اممممممممم هكذا فجأة دون تخطيط
منذ متى كنا نخطط لأقدارنا وكم عدد القرارات التي أوفيناها حقها من التفكير ،إنها لا تكاد تذكر هذا إن كانت موجودة أصلا ، نحن دائما مرتهنون لقرارات نزيلة فنادق الإحساس والهاجس وفي أحيان كثيرة الوهم و...
يكفي لا تكمل فهمت ما ترمي إليه ، وما المطلوب مني يا يا سيد إبراهيم ،ههه أنا شخصيا لا أكاد أتصور ما تنوي عليه
لم لا ألا يحق لي أن أحيا كالجميع
بلى بلى أنا لا أقصد هذا بتاتا ، على العموم لم تفصح لي المطلوب مني
لا شيء سوى أن تحضر للإتمام عقد القران
اسمعني جيدا يا إبراهيم ، أنت تعرف الخلاف الذي بيني وبين أبيك رحمه الله وتعرف جيدا أنني لم أكن لأكون ولي أمرك أنت وأختك إلا لأوصد الباب في وجه كلام الناس كما تعرف ،لكي لا أرى صوري تتصدر الجرائد ويخط عليها بالقلم العريض "الدكتور بسام يتخلى عن أبناء أخيه الأيتام ويدعي النبل " وما على شاكلة هذا الحديث وأنت أعلم مني بذلك ،من هنا يا إبن أخي العزيز أنا لا دخل لي بأموركما الشخصية عادا الأوراق الرسمية كمتابعة علاج أختك والوصاية على عليها حتى تبلغ السن القانونية تنفيذا لوصية أبيك وبعدها أترك لكما الملح والعجين ولتتعلما طريقة خبز هذه الحياة بنفسيكما ، كد تكون مدهوشا لكن لا بأس دهشتك تدل على تنفسك ، أتمنى أن تكون واعيا بما فيه الكفاية !
ولكن زواجي ليس شيئا شخصيا ،إنه أمر رسمي
لا يا عزيزي شخصي بحت ، هل أنا الذي سيتزوج أم أنت
لم أقصد هذا لكن حضور سند لي أمر مهم للغاية
اعذرني يا إبراهيم لم ولن أكون يوما سند لك إنس أنني عمك في هكذا مسائل ، ثم ما حاجتك بشيبة مثلي أكل المشيب شعره ، أنت بعيد عن نطاقي ما دمت تحيا دون أن تمس مصالحي ، تزوج وعش كالكل إنك ولي نفسك فأنت على قدر من المسؤولية التي تغنيك عني .
هل هذه نظرتك لما أردته منك يا عمي ، سامحك الله
أجمعين
ألا يهمك أن تعرف من ستصاهر
لا ،إن هذا لا يهمني بشيء إطلاقا .
"سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا "
وعليكم السلام
وللمرة الثانية يبتلع إبراهيم صدود عمه بصمت جارح يخرج متحسسا الحجر الذي قحفه به عمه في صميم قلبه ،تركه كغصن شجرة في العراء أبت الريح إلا كسره وتركته يجبر كسره بمفرده ويصرخ بأعلى ما لديه عل أحد المارة يرأف به إلا أنه بتر آماله وصوته يرتجع إليه في كل صرخة ويدغدغ أذنيه إنها المواساة الوحيدة التي قدر عليها ذلك العراء خرج إبراهيم وترك عمه يهلوس بحماقاته كيف يشاء _ها أنت ذا يا إبراهيم تتخذ قراراك بمفردك والأفضل أن أدعك تكمل ما بدأت به بمفردك أيضا ،يجب أن لا أزور الحقيقة وأخدعك وأجعلك تؤمل وتعلق علي الآمال ،نعم يا إبراهيم كل شيء في بدايته صعب فهذه الحياة لقمة إجبارية علينا مضغها وتمريرها بسرعة قبل أن تقف في منتصف الطريق ونضطر لإخراجها بطريقة غير لائقة ، في هذه الحياة ما هو مالح وما هو مر وما هو حلو ونحن لا نملك سوى أن نأكل ما يصل إلى أفواهنا ونرضى بواقع الحال ،نعم يا إبراهيم أنا أتمنى لو لم أكن عمك لكان ذلك أسهل لي ولك _.
إلى متى سأظل أكره هذه الغرفة ،إلى متى سأضطر لسماع هذا الباب الذي يخدش سمعي دون هوادة أو أدنى إحساس بالرحمة إلى متى يظل عمي مرتديا هذه الملابس التي تنفر الكل منه وتعلن الحرب على الكل وأنا على من أعلن الحرب وعمي أخذ النصيب الأكبر ولم يبق لغيره شيء ولم أنا غير قادر على كره أحد سوى هذا الرجل وهل يصح ما أفعله ، لم كثرت تساؤلاتي في الآونة الأخيرة ،ومالي لا تذكر سوى هذه الأيام النصف منسية من عمري وإني لأستنكف هذه النظرة التي أرمق بها نفسي لم أعد أقوى على شي لم اعد ًدقوني لم أعد !!!،
زفر بضيق وأغمض عينيه لدقائق كان يحس بحزن يقطع قلبه ولكن لا يدي لما شعر أن رفض عمه يحمل في طياته فرحا ما أصابك لم يكن ليخطاك وما أخطأكم لم يكن ليصيبك يااارب "شدد وإرحم كل الأجنحة التكسره "*
انت من أدرت ذلك يا عمي حبي وكرهي وما أشعر كله لا يعني لك شيئا ،كل ما يهمك أمر مادية زائلة وإن زينها لك الشيطان بكونها دائمة ،كان يجب أن أؤمن أن نيتك في رعايتنا تحصيل حاصل منذ سنين ،آآآه يا عماه لا املك سوى أن أقول رب اهدي عمي فإنه من أهلي وإن قولك الحق وأنت أرحم الراحمين .
****
لاشيء يبقى على حاله ،ثمة صياغة لكل حالة ، ،ثمة مفردة تضع بصمتها على كل ما تقع عليه ولا أقول بصمة مميزة فقد عُلِمنَا في المَدارِسِ صِغَاراً أنَ كُلَ البَصَمَاتِ مُمَيَزَة ْلَكِنَنِي أقُولْ أَنَها شيءٌ آخَرْ ، إِنَها تَحْرِيْفٌ تُحْدِثُهُ هذه المُفْرَدَة ِ، تَحْرِيفٌ يَقْتَاتُنا بِبُطءْ إِنَها "الْزَمَنْ " أو إِنَهُ "الْزَمَنْ " لَكُمْ حُرِيَةُ التذكير والتأنيث =عِصام
لماذا أنا دوما لا أرد من بئر أحلامي حتى يصدر منه الرعاة ؟ ولا أنتبه لمشيبي وَدُنوِ أَجَلي إلا بعد أن أقفل عائدا من جنازات الكل ؟ ولماذا أنا غارق في التفكير في حدود متخمة بحدود أخرى حدها اللا حدود ؟ كتبت الكثير من النبوءات والكلمات الكثير من الحكايا والقصص ،كتبت بقلمي نهايات ورسمت بدايات أخرى حتى في الصفحة ذاتها وأخرى تركتها حتى نشف ماؤها ويبست على درج مكتبي لأنها وبكل اختصار غير معترف بها هنا دوليا هُجرت كَالمجذُومينْ تبحث عن بئر تعوض به ماء وجهها المنساحْ ،آآه يال شغب أفكاري وآه مرة أخرى لحالي ،ركل ما جاد به قلمي كان من نصيب غيري ،لم أفكر يوما أن أكتب قصتي ولون غرفتي وطعامي المفضل كما أفعل مع الغير حتى بدأت أخشى على نفسي من صمت وكبت يقرضني ببطء وكم من طبيب للقوم وهو عليل ،هذه المرة سأستجوب نفسي سأكون أنانيا ليوم واحد لن أتكالب على نفسي يكفي أنني فعلت ذلك للأعوام ونيف ولم أفكر أن أطل برأسي ولو قليلا من غيهب الوجع ، أشرعي بابك اليوم يا أقلامي وأنت يا أوراقي تحملي ركضي ولهاثي على بياض صفحاتك لأنني أمسكت بكفٍ بَوْصَلتي وبأخرى نزعت بها مرساة أحزاني خدمتك سنينا وليس عيبا أن أطالبك بالسداد اليوم إنني لا أطلب أكثر من أن تجدي لي يدا ومعصما آخر يُتِم ما بدأت به فأنا أشعر بالخجل من انسحابي هذا أشعر بالخجل أمام بياضك الناصع فجدي لي يدا ثالثة إذ لا بد من تأبين يليق بي فاليوم أنا "عريس ".
من أنا ؟
رجل لم يسمح يوما لشخص أو لشيء أن يستغفله لكن غافله الوقت ببراعة وهو في غمرة التخطيط والتنقيب عن من فكر تظليل الحقائق أمامه مشط أفكاره للأعوام وهاهي اليوم بفعل الزمن نفشت ما فعل وغدت شعثاً غبرا ولم تجد ما تسكن به شعرها واليوم تطايرت عيناه شرارا يوم اكتشف ما آلت إليه ، لم يعرف على من يلقي ببارود غضبه على من يشعله ؟
في أي جغرافية أنا ؟
أعيش في جغرافية عجيبة في كل يوم تكتسي بعشب حسب مزاجية الجو وتؤمن أن التغير هو أساس السعاده بغض النظر عن ماهيته أدعو ربي أن لا يطأها سوى الخير بعدد رمالها ، أشعر أحياننا أنها تجحفني حقي وتخنقني من الظلم وتعيد الفعل ذاته على كثر أمثالي،مع ذلك لا أجد مبررا لم أغفر زلاتها بكل هدوء أل أنها بلدي ،وطني ......انتمائي لا زلت أذكر همس أبي لي بقول أحدهم "لا تفرط في أدنى وطن ولو كان مستنقعا " يكفيني أنني لا أجيد رسم غيرها وقراءة غيرها وكتابة غيرها ولا أرى أحدى عشرة كوكبا والشمس والقمر إلى في سماءها .
ما هي أهدافي المستقبيلة ؟
أهدافي خططتها في وريقات وختمتها بالشمع الأحمر كي لا أعاود الحلم بها ، قررت أخيرا أن يكون هدفي ليوم واحد حلم يبدأ وينتهي بين صحوة وإغفاءة بين دمعة حزن ودمعة فرح ، أعلنت استقالتي عن فعل التحنيط لن أحنط أفكاري الماضية وأحلامي وأيامي السابقة لن أبحث عن حياتي المحنطة في دواخلي لأعيد استرجاعها ،سأواري كل فكرة طائشة مرقدها وأئئد يومي بحلول الساعة 12 ليلا وأترحم عليها ،سأعيش يومي كأنه أخر يوم لي إنني اليوم قوي بما يكفي لأقنع قلبي بنفي كل تفكير أرعن خارج حدوده قبل أن يفكر بالتمرد .
لم يكن ليخرجه من بركة أفكاره ويرمي إليه بملابس جافة إلا صوت إبراهيم الذي تستلذ بسماعه كل خلاياه
ما بال عريسنا محموم من كثرة التفكير يا أخي من يشاهدك يحسبك ممن ذهب الحب بعقله فنسى فرحه
ألا تكف عن مبالغاتك التي لم ينزل الله بها من سلطان ومن يسمعك يظننك أفضل مني أو لست عريسا مثلي وقد صرعتك الحمى أكثر مني من شدة التفكير ، اذهب والبس رداءا غير هذا يا إبراهيم لا تبتسم لي وأنت في قمة وجعك ، ابك أمك ،ابك أباك ،ابك أختك ولا تنسى عمك ابك على كتفي فليس البكاء عيبا يا أخي أنا أعرفك يا صديق صدقني أعرف خرائط قلبك وأدل طرقها أكثر منك ، أنت لست مرغما على تصنع الابتسامة أمامي حتى في يوم كهذا !
طفرت من بين جفني عصام دمعة ، دمعة تختزل كل حديثه وتنسخ ما به من تصنع القوة ،لم يكن يحسب أن دموعه التي ترجاها لسنين عجاف لتزوره وتطرق بابه في وحدته أتت اليوم وبدون سابق إنذار لم ترسل له رسالة على هاتفه الذي تحرق شوقا لها منذ أعوام ، تصنع لها عذرا فقال ربما أمية لا تعرف كيف تكتب لكنها لم تهاتفه أو حتى ترسل له رسالة مسجلة مع ذلك عاد وتصنع لها عذرا _علها بكماء _ لم يكن يحسب أن دموعه ستبلل ملابس أغلى أصدقائه ملابس من كان له أما وأبا وأخا وأختا يوم قرر الكل التخلي عنه .
أمسك إبراهيم عصام بشدة تمنى لو أنه أطول منه ولو بقليل حتى يحتويه عرك عينيه بشدة قبل أن تتمادى دموعه في غيها وحمحم بشدة كي يخفي لحن صوته المكلوم ، كم هو صعب أن تكون في موضع كهذا أن تجبر على مواساة أحدهم وأنت كنت قاصدا له ليواسيك وتنقلب موازينك ،لم يجد إبراهيم بدا من خرق هذا الصمت المعجون مع نشيج عصام .
ما بالك يا صديق جئتك طالبا السقيا فرددت لي الطلب !، جئتك طالبا يديك تطبطب بها على كتفي فتبرأت من ذلك وصار لزام على يدي أن تهدهد نفسها وتهدهدك ، ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ! الآن يا عصام لن أكون ذلك السعيد الذي يلقي بخطبته المطولة على أسماع الأشقياء ويَنكأُ جِراحاً لا يَشعُرُ بِها سِوى صاحِبِها، إنني أشعر بفقدك الكبير الذي عانيت أشعر بشعور أن تنغلق عليك أبواب الجنة في الدنيا مرة واحدة ويذهب المعزون ويتركوك تلوك ما بك بمفردك ،قد تقول أن لدي أخت فقد أبقى لي ربي أحدهم لكن لأكون صادقا وعجبا لأمرنا إن أصابنا خير أو شر جحدنا وفي واقع الأمر كل ما يصيبنا قدر معلوم وخير فأنا لي أخت لكننني في قرارة نفسي أتمنى لو مات أحدنا نعم أتمنى أنني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ولم أرى أختي على ما هي عليه ولم أرى تلك النظرة في عينيها والمليون سؤال في شفتيها ولا هي قادرة على بعثها أو بلعها ولم أرى عمي يهددني بورقتين رابحتين لديه مقابل صمتي ، لكنني أؤمن أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه فلا تحزن ذهب أهلونا لمن هو أرحم مني ومنك ونحن الآن في كنفه أو تستبدله وأنا لم أعهدك إلا حكيما عاقلا يا صديقي .
شد عصام على ملابس إبراهيم حتي كادت أضافره تمزقها لأول مرة يبدوا بها الضعف الذي أخرسه
لكن ، لكن الحياة قضت مني وطرا ً يا إبراهيم وأنا أمرض من هذا الحال كل يوم
قل إني لا أملك لك ضرا ولا نفعا وإنما أنا بشر مثلك أرجوه أن يرحمنا ويصبرنا ويتغمد أرواح فقدانا في الجنان ،كن قويا وسم بالرحمن فأنت لست طوبا لدننا تنحت بسرعة لقد مر عليك ما أذاقك الأمرين أفتنهار الآن بعد أن تماسكت للأعوام سيعوضك عنها ربي هيا هيا يا عصام كفاك لقد غرق ثوبي من دموعك لم أحسب أنك اتخذت هواية تخزين الدموع مؤخرا
بلى لقد فعلت لكن بلغ السيل الزبد لقد أعلنت الحرب ضدي ورفعت هتافات تطالب بحقها الشرعي في زيارة العالم الخارجي _ما خارج العين _.
الحمد لله أنه كذلك
واستبقا الباب وأمسك قميصه من دبر
إبراهيم ناداه عصام بصوت مبحوح
التفت إليه الأخير وهمس :نعم تحدث يا عيناه أما زال في فيك حديث
لو كان الأمر على الحديث لقضيت العمر كله متحدثا ،لكن لي طلب لا تخذلني فيه : لا تدع أختك بمفردها إحتويها كما فعلت معي لا تفقدها الأمل في هذه البسيطة فعلى الرغم من أنها مجبولة على الكدر إلا أنها لو فتشنا لا تخلو من الجميل و...
قاطعه إبراهيم بلطف : علينا الإسراع أولا علي تبديل ملابسي ثم الإسراع إلى المسجد الشهود حضروا منذ زمن ومن غير اللائق أن يحضر أول المعنيين بالأمر آخر الناس
تحرك عصام ووازى إبراهيم وأكمل صب نصائحه في أذن إبراهيم غير مكترث كعادته كان يشعر بالدنيا لا تسعه لفرحته كان سعيدا رغم عمق جراحه كان يشكر ربه عدد النجوم والرمال على إبراهيم ،فقد الكثيرين لكن مازال بجانبه من ينسيه كل شيء ..... كل شيء همس بصمت يحدث نفسه نفسه التي صدمت بقوة في هذا اليوم "لكم أنت كبير ياربي لكم أنت عظيم أتيتني بعديل روحي ورفيق لا يباع بأغلى شيء،كيف ،كيف للإنسان أن يفهمك دون أن تخرج حرفا من شفاهك دون أن تضطر لنشر جراحك وكشفها بكل ما تحمل من حقيقة مرة كالغصة ، كيف للإنسان تكفيه منك نظره ليدخل في منحنيات روحك ويداويها دون أن يجبرك على الحديث ..... يا رب شكرا ،شكرا على هذا الظل الذي يمشي بجانبي ويشاطرني بصري وبصيرتي شكرا "
إبراهيم كان يعلم أنه لن يخرج عصام من فوضى اللاشعور التي يعيشها حاليا سوى صوت "العنزي" ،أخرج هاتفه ووضع الصوت على الدرجة القصوى .... ثواني وصدح صوت أجمل القصائد على قلب عصام لكم كان يحبها ولا زال تمنى لو أن " أبو البقاء الرندي.. " حي يرزق ليشكره عليها ويطلب منه أخرى احتياطية في حال مل صديقه من هذه رغم استحالة ذلك كان ممتنا لهذه القصيدة التي تؤثر تأثيرا عجيبا في عصام رغم قسوتها
"
لــــكـــــل شـــــــــيءٍ إذا مـــــــــا تـــــــــم نـــقـــصــــان ُفــــــــلا يُــــغــــرُّ بــطـــيـــب الــعـــيـــش إنــــســــانُ | |||||||
هــــــــي الأمــــــــورُ كــــمـــــا شــاهــدتــهـــا دُولٌ مَــــــــــن سَــــــــــرَّهُ زَمــــــــــنٌ ســـــاءَتــــــهُ أزمـــــــــــانُ | |||||||
وهـــــــذه الـــــــدار لا تُــبــقـــي عــــلــــى أحــــــــد ولا يــــــــدوم عــــلـــــى حـــــــــالٍ لــــهـــــا شـــــــــان | |||||||
يُــــمــــزق الــــدهــــر حــتـــمًـــا كــــــــل ســـابـــغـــةٍ إذا نـــــــبـــــــت مـــشْــــرفــــيّــــاتٌ وخُـــــــرصــــــــانُ | |||||||
ويـنــتــضــي كـــــــلّ ســـيــــف لـلــفــنــاء ولــــــــوْ كـــــان ابـــــنَ ذي يـــــزَن والـغــمــدَ غُــمـــدان | |||||||
أيـــن الـمـلـوك ذَوو التـيـجـان مــــن يــمــنٍ وأيــــــــــــن مــــنــــهــــم أكــــالــــيـــــلٌ وتــــيــــجـــــانُ ؟ | |||||||
|
ثواني وصار عصام يردد خلف المنشد كطفل تعلم القراءة حديثا يتأتئي بالحديث بكل عفوية أمسك كل منهما يد الآخر
"أتـــــى عــلـــى الــكُـــل أمــــــر لا مَــــــرد لــــــه حــتــى قَــضَــوا فــكــأن الــقــوم مـــــا كــانـــوا |
وصـار مـا كـان مــن مُـلـك ومــن مَـلِـك كما حكـى عـن خيـال الطّيـفِ وسْنـانُ |
دارَ الـــــزّمــــــانُ عـــــلــــــى (دارا) وقـــاتِــــلِــــه وأمَّ كــــــــــســـــــــــرى فــــــــــمـــــــــــا آواه إيــــــــــــــــــــــوانُ |
كـأنـمـا الـصَّـعـب لـــم يـسْـهُـل لـــه ســبــبُ يــــــومًــــــا ولا مَــــــلــــــكَ الــــدُنــــيـــــا سُـــلـــيـــمــــانُ |
فــــجـــــائـــــعُ الـــــــدهـــــــر أنــــــــــــــواعٌ مُـــــنـــــوَّعـــــة ولـــــــلـــــــزمــــــــان مـــــــــــســـــــــــرّاتٌ وأحـــــــــــــــــــــــزانُ ولـــــــلـــــــحـــــــوادث سُــــــــــلـــــــــــوان يــــســــهــــلــــهـــــا ومــــــــا لــــمــــا حـــــــــلّ بــــالإســـــلام سُــــلـــــوانُ""* |
......."
وك لوحة تمازج لوناها وصار مستحيلا فصلهما كانا
وك معادلة تساوى طرفاها وصعب على أبرع علماء الرياضيات إيجاد أكثر من حل لها فغدت يتيمة الحل رغم صحته
وك قصة صعب فصل فصولها مراعاة لفهم القراء ومشاعرهم
وك جلاميد الترقب التي كانت تتدحرج ببطء من على جرف هار وهما يقطعان أشواط مرحلة حاسمة
وك سيمفونية عذبة كانت أصواتهما مع نحيب ذلك الزقاق عليهما وأصوات المهنيئن لهما رغم الأضداد إلى أن طعم الصوت كان لذيذا وهو يبدو على وتيرة واحدة
وصلا أخيرا للمسجد الذي يعقد فيه عقد قرانهما وصوت لهاثهما يضرب مسامعهما بشده ، شد كل منهما على يد الآخر سألا ربهما التوفيق وقرأ كل على صاحبه وعلى نفسه
ثاني اثنين إذ هما أمام باب المسجد يبتسمان إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا وإن الله لا يهدي كيد الخائنين ،إن الله معنا إن تخلى الكل عنا .
حتما "نحن لا نختار من نعيش معهم ولكننا نختار من لا نستطيع العيش بدونهم "*.
***
(10)
هناك أمور لا تحتمل المقايضة أو التخير ،هناك أمور لها نكهة واحدة لا تقبل المماحكة فيها كالدماء التي تعلو نصل السيف إن قضى مأربه ووجب سنه بعد ذلك ليعود ولا تعود الدماء التي شخبت بعد أن تجرعها بلذة ، هناك قرارات كالزواج ،كالطلاق الأخير، وكالحب الأول إنها أمور تحدث مرة في العمر مثل الولادة والوفاة تصرف في بنك واحد لا ثاني له = إيناس
وقررت أن أتزوج قررت أن أنسخ قراري السابق بقطع صلتي بالماضي بيدي وبمفردي فلا تعذلوني إن العذل يرهقني بالقدر الذي يرهق فيه " البغدادي" ، أفكار تهرش رأسي بعنف وأنا لا أجد لها مرهما يهديها لا أجد خيطا يشبه أخاه من خيوط تفكيري ما فائدة التفكير الآن وكل شيء حولي يخبرني أنني عروس الطقطقات ، الضحكات المنفلتة ، القبلات التي أستقبلها من كل مهنئ ، أين أنت يا أهازيج الفرح لتخنقي هذه الأفكار في رئسي في مهدها قبل أن أخرج للحاضرين عجلا جسدا له خوار ويتحول تفكيري للإلحاد ...يكفيك يا إيناس يكفيك الخيرة فيما اختاره الله فوضت أمرك لله منذ زمن لم كل هذا ...يكفيك
حطت ذراعين دافئتين مقارنة بجسمها البارد وطوقتها بعنف أحست بأنفاس أمها تخرجها من بركة التفكير التي سبحت فيها لبرهة ندت شفتاها بإبتسامة حطت على عجل وفرت، للتو تنبهت أنها لم تبادل أمها الأحضان ، لفت عليها وتجنبت أن تقع عينيها بعيني أمها ، فكت يديها المخضبتين بالحناء وعصرت أمها بين ذراعيها " أمااااه إدعيلي يا أماه .... أماه لا تتركيني يا أماه " جاءها صوت أمها بهمس ممزوج بالجذل السعيد " وفقك ربي يا ابنتي ، غافلتني الأيام سحبتك من بين يدي كما تعودت أن تسحبي البساط من تحتنا وأنت صغيرة وأنا أجدل لك شعرك كل صباح ها قد غدوت عروس يا طفلتي الصغيرة لكم تبتلت لربي أن يرزقني العمر للأراك في هذا اليوم لكنني اليوم أتنمى لو لم أدع ، يعز علي فراقك يعز علي يا وحيدة أمك " التفتت على وجه أمها الذي يبدو على شفا دمعه وأطلقت العنان لبكاء مطول خنقتها العبرة وأخرجت الحروف مكسرة محطمة كأن رأس مطرقة حط عليها " أمييييييييييي ســـااااااا مممممحينيييييي ، ســـــــاااااامحيني ولاااا أطلب سووووووى رضـــــاااااك " وطبعت قبلة على جبين أمها ونشيجها يعلو ويهبط ،جاءها صوت أمها معاتبا متصنعا القوة والجدية " كفاك من يراك يظنك في مأتم ستفسدين زينتك الآن يا ابنتي يا فتاة لا يوجد منها اثنتان "
غاصت للقاع في لحظة، نست الموقف وتلاشت حدود الزمان والمكان ولم تجد مبررا لذلك الشعور المبهم ....فتاة لا يوجد منها إثنين .... فتاة لا توجد منها اثنتين .... أين سمعت عبارة أشبه بها لم تجد ما تتكئ عليه وكل شيء في رأسها يتذمر بشدة أحست بنفسها تعيد تلاوة المحادثة التي هاتفها فيها إبراهيم قبل ثلاثة أشهر
" جاءها صوته العميق ، إيناس ، ردت عليه بصوت مضطرب يمشي على استحياء : تفضل ،
لماذا لماذا قبلت الزواج بي ؟ ،أنا لا أسالك هذا السؤال انتقاصا في شخصي بل لحاجة في نفسي وددت لو أقضيها ؟ صفعها السؤال إذ لم يكن مدرجا بتتا ولو بنسبة 1% في قائمة توقعاتها وأخرسها .... ردد بقلق إيناس ..إيناس هل أنت معي إذا لم ترغبي بالجواب فلست مجبرة ...... ترددت وزمت على شفتيها : أنا معك ..لا لا أقصد رفضي لسؤالك .... جاءها صوته للمرة الثانية وبنبرة تأكيد ترص على الحروف :إذن أجيبيني ، أنا أنا تزوجت ليس لأني أردت أن أواجه عمك وأريه أني أستطيع نزع العظمة التي ظن أنها ستخرسني بل لأنك لأنك رجل لا يوجد منه اثنين " وصلتها قهقهته التي يظهر أنه جاهد كي يمسكها ولم يستطع إذ كانت أسرع منه فهو الأخير صفع بجوابها ، تمنت لو أن الساعة وقتها تختزل لتصبح دقيقة والدقيقة ثانية والثانية لحظة لا تكاد يشعر بها و للتو لم تستطع أن تجد في ذاكرتها التي حرثتها مرارا تبريرا لجوابها الغريب _ رجل لا يوجد مثله اثنين _ ههه يَالَهُ مِنْ سَببِ وَجيهْ "
تَعَالت الطقطقات وهي تقلب بصرها بين تلك الألوان وتحاول أن تفهم كلمات الفرح التي تعلو وتهبط كأنفاسها تمنت لو تستطيع أن تنفي أحاسيسها للشعب لأجرد وتجد ما يسعفها وينسيها معمعة ما تعيشه ويذهب بها بعيدا عن سرمد الماضي والحاضر والمستقبل وَيَغيبُ صوتُ هاجِسها ويَتعالى صوتُ الفرح
"فرس فرس من حسنها الكل انخرس
تتزاحم قلوب البشر بقبالها
وقفة فرس مشية فرس نفذة فرس
من حقها تغتر حيل بحالها"
تتزاحم قلوب البشر بقبالها
وقفة فرس مشية فرس نفذة فرس
من حقها تغتر حيل بحالها"
****
(11)
هل هناك سبب مقرون دوما بكل مسبب ألا يمكن أن يخلق شعور هكذا عبثا في هذه الحياة المتكهربة ألا يمكن أن تقلبك الذاكرة بين كفيها بصمت كاصطخاب الموج وبعد أن تسأم منك تسقطك سهوا على ثغرة مبتسمة فتنتشي فرحا كحالها لتكون بذلك مجازا مرسلا علاقته محلية وجد المحل فيها وطُلب الحال = بسام
قلت يا سماء حزني انقلعي ويا أرض همي ابلعي مائك ويا سعادة استوي على جودي أيامي ، لم أكن أظن أن الأمر والنهي يأتي بنتيجة حقا لا تتهاون حتى في أحلامك وأشعل عينك الحمراء عليها تأتك طائعة ، ماذا أريد أكثر من ذلك "وزير الثقافة والإعلام ...... وزير الثقافة والإعلام " أيعقل أنهم بكامل قواهم العقلية للأول مرة أشعر بهذه المساحة في قلبي من السعادة والجذل ، للأول مرة أشعر أنني حققت كل آمالي وأنني سأضطر للبحث عن حلم جديد وآخر احتياطي ولكن أي حلم أكبر من هذا الذي أثبت لي أنه لم يكن ولو بنسبة 1% أضغاث أحلام ،أيها يا بسام أيها ؟.
"هبي يا رياح الغرب علينا ولوحي هبي برسالي حبابي ولالا تروحي ، هبي يا ارياح الغرب علينا ولوحي هبي برسال احبابي ولالا تروحي " سامحك الله يا إبراهيم دندنت بها كثيرا وأنشدتها على مسامعي منذ صغرك حتى علقت في أذني ،آآه إنظر لعمك يا صغير لو كنت ذكيا بما يكفي لأسمعتني أخبار كهذه حتى أذكرك بالخير وأدعو لك كولدي .....ولدي لمَ تبدوا هذه الكلمة غريبة ،خط الشيب طريقا في شعري .....ولدي ....ولدي ههههههههههههههه آآآآه بطني هههههههههههههه
ندت عن بسام قهقهة هستيرية بحته حتى كادت أسنانه أن تقع لولا أن تداركها في العراء وهو مذموم وعيناه الضاحكتان تعربدان بحزن آسن ...."ولدي ...ولدي " وللأول مرة وكأن الأمور التي تحدث له اليوم تكون وليدة المرة الأولى تَمشي عَلى الوَتِيرَةِ نَفسِها، للأول مرة أخرى يشعر أنه محاط بزاوية ما ملامحها من العدم وصوت قادم من العدم متزامن معها ،وللأول مرة يتنبه أنه لم يرفع يديه متضرعا يطلب فيه ولدا ومنزلا يُطَوِقُهُ الحَنانُ وزوجة ، للأول مرة يشعر بالحرج من نفسه التي لم تعرف الحياء وهي تطلب منصبا وراء الآخر وتكدس شهادات الخبرة فوق بعضها حتى لا تدع لها متنفسا وهي تزيده رهقاً على رهق على عكس ما تمنى وللأول مرة يشعر أنه بمقدوره أن يبعها بثمن بخس دراهم معدودة ويكون فيها من الزاهدين ، هو الذي لم يعرف للزهد طريقا إلى في الدعاء و الابتسامة وطلب الغفران من المولى ،هو الذي لم يسأل ربه ولو لمرة " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين " ، شعور يغمره كشعور المذنب الذي تفنن في ارتكاب جرائم فادحة يسطر فيها اسمه على صفحة التاريخ ويكون بذلك مشهورا نالَ مَأرِبَهُ بغض النظر عن الطريقة ويجد نفسه يردد بيت شعر يحقر فيه نفسه على غير عادته " لا تبك يا سلمى على ...... رجل ضحك المشيب بوجه فبكى " وهذه المرة لم يفك بان يتلو على مسامعه قول القائل " ليس بعد الذنب ندم فحسب بل لذة اعتراف ما " بَلْ جادَتْ نَفسُهُ
مال الزمان وماليَ ....... بكت الدموع لحاليَ
"فالأبكين سريرة ...... وللأبكين علانية "*
أطرق بابي يا إبراهيم كما تعودت ،أزعجني بكلامك الجارح الذي قُدَ من حقيقة طالما رفضتها و ....و ســـــــــــــــأظل ، أطرق الباب كل الطرق فأنا هنا ، تعال خربش كما تشاء في دفترك واشرح لي نظرياتك لدفع الضرر عن الناس وحفظ حقوقهم كما تزعم ،سأعيرك كل جوارحي علَ خزعبلاتك تشطب حرائق ذاكرتي التي تنتشر كانتشار النار في الهشيم فقط اطرق الباب اطرقه فهذه فرصة لا تعاد مرتين ،أيعقل أن تتزوج وترحل هكذا شهران .... شهران أيها المفتري حتى ولو صَدَقتَ ما تلوته على مسامعك بكرهي لك ولظلك، ماذا عن أحلامك التي حلمت و مازلت ،دعنا منها ماذا عن أختك ....عن عمك وللأسف الشديد ،عمك الذي لم يظنن يوما بأنه في حاجة للأحد ،عمِكَ الذي وقف دهرا على قدميه فوق الشوك وتحمل نَغْزَها المؤلم فَي بَاطنْ قَدمِهِ وكانَ يُخفي ألمَ يَمينِهِ كَي لا تَشْعُرَ شِمالهُ ما أَنفَقتهُ يَمينهُ ألماً ، اليوم يشعر بالضعف يهرشه بشده ، يشرده ويضربه بعنف وهو غير قادر على رفع يمينه وَرَدِ الضَربةِ وجمع شتات نفسه المحطمة وتَوضيبِ أحزانٍ حطت عليه لم يعلم أين كانت مختبئة !!
****
(12)
"الفراغ .... اللا هدف ..... إلخ " كلها مترادفات للوحدة التي تغير فساتينها في كل مرة ومهما تغيرت الأردية تبقى الوحدة هي الوحدة = إيناس
ما المفردة التي تطلقها على النقطة التي لا تبرح شخوصها تتعاقب في رحلة الزمن ،على النقطة التي تعصرك بين كفيها وأنت لا تلوي على شيء سوى الصراخ المخزي فتنفض ذلك الشعور بشدة وتفكر في المسبب بعيدا عن النتائج وبالتوفيق تنجح ، نعم تنجح وتتأكد أنها لم تكن سوى الوحدة التي استسغتها بدون أن ترفع حاجبك اعتراضا أو تفتح بشفتيك صارخا لأنك بكل اختصار أنت من أوجدتها في مساحات قلبك وبحسبك أنه سيسهل التخلص منها وأنك ستصنع منها طبقا شهيا تلتهمه بعد وجبات العمل السابقة إن أنت عرفتها وفي واقع الأمر معرفتك لكنهها لم يزدك إلى رهقا .
فلبثت في التفكير بضع دقائق ولم ينتزعها من بركة التفكير تلك إلى صوت إبراهيم مناديا لها التفتت إليه وهو متكئي على الجانب الأيسر من الباب كان يبدو أطول قليلا "بدهداشته البيضاء" والمصر الذي يتمصره و الذي فهمت منه أنه متوجه للعمل بعد طول غياب ، تحدث ليفض ذلك الصمت الذي أحسه ضيفا ثقيلا :
لنذهب سويا إلى العمل ،أعتقد أني اكتفيت من الدعة والخمول
وأنا
صحيح لم أخبرك إتصل عمي على هاتفي وألقى علي خطبة عن ضرورة العمل ثم أسبغ لي مفصلا عن حالة أختي الصحية وانها تحتاج لي في هذه الفترة أشد الحاجة حتى شعرت بالذنب ،وإنه لأمر عجيب عجيب !
ما العجيب في ذلك أوليس عمك
ههههههه بلى هو كذلك ولكنه دكتاتوري حتى في عواطفه اتجاهنا العجيب أنه تنازل عنها وهو يهاتفني البارحة
إذن إذهب إليه ربما لين الله قلبه من يدري
ألن تأتي معي
أنسيت أني استقلت
آه صحيح كدت أنسى ،لم أقصد تذكيرك بعملك السابق وإيجاد عقدة ذنب ما في قلبك، يومها لم تسعفني الشجاعة لأقول لك بالحرف الواحد أن ما فعلته عمل شريف وددت لو سبقتك فيه أو حتى لحقتك
لم يكن عملا بطوليا بقدر ما كان واجبا يحتم علي ، لقد خشيت على نفسي منها ولم أرغب في أن أقف يوما موقف عتاب لنفسي وتقريع قاسي ،أنا لا أبريء نفسي هنا إن النفس للأمارة بالسوء إلى من رحم ربي ، الخطأ ليس الخطأ بحد ذاته بل الخطأ الأكبر للاستمرار فيه ، مع ذلك وددت لو أنني أدرت قفاي ولوحت بيدي لمؤسسة الحرية منذ سنين .
ما الحل معك يا إيناس وبريق عينيك يحوي حلما شاردا لا تملكين بعثه أو حتى الإمساك بزمامه وحالك تنوس بين حدين متباعدين وأنا أرى في عينيك ذلك الحلم يعاتبني إن أنا لم أتعهد برعايته وتركته لتلتقطه بعض السيارة هذا إن أكرمه ربي .
إبراهيم يكفي ما لديك إن أفضل ما تفعله الآن هو أن ترعى أختك ريان وتحيل أكبر وقت تملكه لتنتشلها مما فيه أنا لا أنكر أني والقلم جزءان لا يتجزءان وأن أصعب أمر هو أن تترك الكتابة فا"لكتابة كالضارة إذا علقت يصعب التخلص منها "،فكيف إذا كانت بالمسؤولية التي تحتم علي حفظها نمع ذلك إن أردت حقا مُسَاعَدَتِي فَالأَقْرَبونَ أَوْلى بِالمَعْروفْ .
إِيْناسْ لا شَيءَ يَبْقَى عَلَى حالِهْ فَلا الأَيامُ تَأخذُ ذَاتُ العَنوانْ وَلا الَشَوارعُ لَهاَ ذاتُ الأَسْماءِ ولَا الدَفَاتِرُ لَها ذَاتُ الأَلوَانْ ،وَلا الأقْلامُ لها ذَاتُ المِنْوال وَلا حَتى الأحْلَامْ لها الوَتِيرةُ ذَتُها ، أَنْ تَستقيِلِي مِنَ العَملْ لا يَعنِي نِهايَة الحُلم بَلْ بِدايةُ آخر ، سأؤخذُ أَوْراقَكِ الثُبُوتِية وَشَهادَاتِكِ المُعْتَمَدة سَأبحَثُ لَكِ عَنْ بقْعةِ في هَذا الفَضاءْ تَعتَرِفُ بكِ ، بُقْعِةٍ لا يُصادَرُ فيها فِكْرُكِ ، تَركُضينَ على الأَوْراقِ كيفَ مَا شِئتِ ، سأذْهبُ بأَوراقكِ لِوزارَةِ القُوى العامِلةْ وآتيكِ بَتَصرِيحٍ يَضمَنُ لكِ حَقكِ فِي مُباشَرَةِ عَملكِ بِمُفرَدِكِ،آآآه مَا أَرْوَعَ الحُرِيةْ ، أَنْ تُصبحَ أَنْتَ سَيدَ نفْسِكَ لَستَ مُجْبراً عَلى إِتباعِ لائِحةٍ لَمْ ينْزِلِ اللهُ بِها مِنْ سُلْطان لائِحَةٍ انتهى عُمْرُها الافْتِراضِي ولَمْ تَنْته بَعدْ ، فإن"أَفْضِلِ ما يَفْعلُهُ الإِنْسانُ هُوَ أَنْ يُحيلَ أَكبَرَ تَجرِبةٍ مُمكِنةٍ إَلى وَعْي " وَأنْ يُحيلَ حُلماً مِنْ أَحلاَمِهِ إِلى حَقِيقَةٍ مَلموسة ٍ.
وَوووَ لــــــــــــكِنْ إبْــــ
أَشارَ لَها إِبْراهيمْ لتَصمتْ وأَنهُ قَررَ وانتهى ،كَانَ يَعلمُ في أَعماقِهِ أَنَها شَاكِرةٌ لهْ بِالقَدْرِ الذي يَعْلَمُ أَنها لَنْ تُفصِحَ لهُ عَنْ رغبَتِها تلكْ ، كَانَ بِفِعلهِ يَرغَبُ أَنْ يَكْسُرِ كُل حاجِزِ يُمكِنُ أَنْ تبنِيَهُ الظرُوف ُ بَيْنَهُما ، لَوَحَ لَها ووَلى شَطْرَهُ لَلبابْ وَهوَ يرَى شَبحَ ابتسامتها يَمشَي عَلى استحياء .
****
(13)
الأقْوِياءُ فَقَطْ وَحدَهُمْ مَنْ يُوَطِدونَ عَلاقَتهمْ بالنِسيانْ مَنْ يُحسنُون الصَنيعَ وَيَتَبادَلونَ المصاَلِح مَعهُ = عصام
شهْرانِ ونِيفْ وأنا أَشْعُرُ بِجَسَدِي يَجُرني جرا مِنْ زَخَمِ الحَياةْ ، لِلِنُقطَةِ ذَاتُها ، للِمَكتبِ ذَاتهُ ، لِرائحةِ الورَقِ ذَاتُها ولِلقلمِ المَليء ِ بِثُقوبِ الذاكِرَةِ نَفْسِه ، وَفَوقَ كُلِ هذا عَليَ تَلقي التَهانيِ لِلحظةْ.
طرقُ باب ٍ خَفيف يَسْبُرُ أَغْوارَ تَفكِيره ، كَان يَحْفَظُ هذا الطَرْقَ كَاسمِه حَتى إذا مَا انْتَزعَ نَفْسَه مَنْ كُوةِ الأوْراقْ عَادَ الطَرقُ عَذباً يُدَغْدغُ أَسماعَهُ
أأنتَ تطْرُقُ البابَ يا ابْراهِيمْ
قالَ بَل فَعَلهُ قَلَمي هَذّا فسألهُ إنْ كَانَ يَنطقْ
ضَحِكَ الاثنانْ حَتَى أَمسَكَ كُلٌ مَنْهُما بِخَاصِرتِه واليَومَ كَانَ قاسِمُ الضَحْكَةِ ذاتُهُ يَتَبلوَرُ فِي عَينيْ كُلٍ منْهُما ........
وبَعْدَ لحظَاتِ الصمتِ التِي لَمْ يُفِلحْ فِي تَصَديْها الاثنانْ رُغمَ لبَاقتِهِما ، تَوجهَ إِبراهِيم لِعصامْ بالحَديثْ كَانَ كُلٌ مِنْهما يِرى فِي عَينيِ الآخرْ بَرِيقاً لَمْ يِعهدهُ مِن قَبلْ .
قَررتُ إنْشاءَ مِجَلةٍ مُستَقلةْ
حقااااااااااااااا ًًً
هزهُ عصامْ بِعِنفْ ، حقاااااااااااااااااااااااااااااً
إبْرَاهِيمْ أسَكتَ دَهراً ونَطَقتَ كُفراً ، أَينَ كُنْتَ وأَناَ أَخُطُبُ فِي مَسامِعكَ خُطُورةَ ما يَفْعَلُهُ عَمُكْ ، ألآن تَوَدُ أنْ تُشْعِلَها مَرَةً واحِدةْ !!!!!!!!
رُبَمَا تَسْتَهجُنُ ما أَفعَلهُ ،لَـــــ كِنْ صَدِقْني هِي صَبرُ دقائِق والتَعَوُذُ مِنَ الشَيطانِ الذيِ ما يفتأُ يَجِدُ ثُغرةً يَتَسَربَلُ إِليها
لـــــِ يُثبِطَنا وَيَشُلَ مِن عَزمِنا ، لا بُدَ لِعَزائِمنا أن لا تَخْنَعَ يَوماً وَترزَح تحتَ أغَلالِ الخَوفِ اللا مُبرر ، وأنا اليومَ أهزأُ بالصَعابْ فَهلْ يَدُكَ بيدي يـــا صَديقْ ؟؟؟؟
ثَقْ أَنَي سأُحَرِمُ عَلى نَفْسي كُلَ جَميلْ إنْ فكَرتْ يدأيَ أنْ تَنتَحِيَا جانباً عَنكَ ، لَكِنَنيَ لا أُريدُكَ أنْ تفْعلَ ما تَندَمُ عَلَيهِ لاحِقاً لا غَضاضةَ أنْ تَكونَ بهذا الحَماسِ والاندفاعْ شَرطَ أَنْ تتعَقلَ وتترَيثَ وتَضعَ نِصابَ عَينيكَ وَرَقةَ عَمِكَ الرابِحَةْ _رَيَان_ لا تُعلنْ الحَرْبَ الآنْ وَلا تُسْقِطْ نِظامَ عَمِكَ هَكذا لــــمُجَرَدِ نَزوَة ، انْتَظِرْ عَمَلِيَةَ أُخْتِكَ عَلى أَقَلِ تَقْديرْ !!!
عَصامْ أَنَا لا أُؤَمِلُ شِفاءَ أُخْتِيْ عَلى عَمِي إِنِي أُعَوِلُهُ على رَبيْ وَهُوَ أَرْحمُ مِنِي ومِنْ عَمي ،وإِني لأسْأَلُهُ شِفَاءها ولَنْ يكُونَ عمِي وَلوْ اجْتَمعَ عَليها لَيُشْفِيها إَنْ لَمْ يقْضِ ربِي ذلِكَ وَلَنْ يَقْدِرَ عَلى الحَيلوْلَةِ بَينها وبَيْنَ شِفاءها لَو أَرادَ رَبُكَ شَفاءها !
صَدِيْقِي ، وإِنِي لأَعْرِفُكَ مُنْذُ الطُفُولَةِ النَدِيةْ ،يا قُبلَةً ناصِعَةَ البَياضِ عَلى جَبينِ الطُمُوحِ، أَعْرِفُكَ يا ابْنَ الفَلَجِ والنْخلةْ والِطِينِ الحُلُمْ ، يا مَساحَةً بَيْضاءَ أَرَيتُها مَقْعدها فِي قَلْبِي مُنْذُ إِرْهَاصاتِها الأوْلَى ، حتَى خَشْيتُ مِنْ نَفسِي أَنْ تَجْعَلكَ مَزارً مُقَدَساً ، أَعْرِفُ أَزِقتِكَ زُقَاقاً زُقَاقاً ، أَعْرِفُ عَناوِينَها وَأبْوابَها وأيها دَارُ السلامِ ، وَذِكْرَياتي مَعَكَ تعْصِرُ ذاكِرَتي هَاجِساً هَاجِسا ، وإَنِي لأجْزِمُ أنَنِي لَنْ أَعْدِلَكَ عَنْ قَرارِكَ مَهمَا جَاهَدتُ ورابَطتُ فِي أَرْضِ قَرارِكَ ، لــــــ كِنْ خُذْها مِني لا رَيْبَ أَنَ اللهَ تعالى هُوَ المُسَبِبْ الأولُ والأخِيرْ ، لـــكِنْ ذلِكَ لا يَعنِي أَنْ نتَواكَلْ لا بُدَ مِنْ أسبابٍ يُحَتَمُ عَلينا أَنْ نَتَعَهَدها ،عَمُكَ الوَحيدُ الذي يَقدِرُ عَلى عِلاجِ أُخْتِكَ لأسْبابِ غَنِيَةٌ عَنْ الوَصفْ ، خُذْ عَلى سَبيلِ المَثيلْ مَعِرِفَتهُ الواسِعة بِالطَاقَمِ الطِبي وَبَعضِ المسئولين الذينَ قَدْ يَكُونون عَقَبَةَ طَريقٍ إِنْ مَثَلوا عَلى رَغبَةِ عَمكَ ،ثمَ "إَنَ البلاءَ موَكَلٌ بالمَنطِقِ "* وإنهُ ليدهِشُني انقلابُكَ الداهمْ على وضعِكَ هكذا فَجأَة .
صَدِقي مَنْ قالَ لَكَ أَنِي تَواكَلتْ لكنني لَمْ أَعُدْ أُطِيقُ واليأسُ مِنَ التَغير يَكْتَنِفُ قَلبِي شيئاً فشيئاً وإِني لأخشى عَلى حوائِطِ مَناعَتي مِن جُرثومةِ الخوفِ والخُنوع المخزيِ !!
الجُرثُومَةُ التي تتحَدَثُ عنها تُحدِثُ أَقل الأضرارِ بالمُقارَنَةِ معَ تَسَرُعك وأَنتَ تشنُ حربا عَشواءْ عارِي اليَدينْ وتُداهَمُ مستوطَناتِ الصمتِ دُفعة واحِدَةْ ،"مجنونٌ هو الصيادْ الذي يُزمِعُ أَنْ يَقبِض سمَكةً ما بِيَدَينِ عَارِيَتَينْ فَقَطْ" مَجنونٌ يا إِبراهِيمْ.
تَفَرسَ فِيهِ إبراهيمْ ، وأسدلَ السِتارَةِ عَلى ابتسامة واسِعةْ حَرَكَ رَأسَهُ دلالة التفَهُمْ وبَرِيقُ تَحديٍ تَصرُخُ بِه عَيناه لَمْ يَخْبو عَلى إِثرِ كَلامِ عِصامْ قَيدَ أَنمُلةْ .
عِصامْ كانَ يُدرِكُ أَنَه لَنْ تَبقى عَثَرَةٌ ستَحول دُونَ ما يَصبوا إليهِ صاحِبُهُ .... كانَ يُدرِكُ حَقَ الإِدراكِ أَنَ الوقتَ مُتأخِرٌ جِداً عَلى ثَنيِ صَديقِهِ ولَو عَمِلَ العُمَرَ كُلهُ لَم يَكُن لَيتَقَدَمَ مِثقالَ حَبَةِ خردَلْ رَفَعَ يَدَيه : رَبِ وَفِقهُ لِما تُحِبُ وتَرضى
........................................................................................................................
(1) =فاروق الجودة ، (2)أحلام مستغانمي ، (4) عبدوه خال ، (6) هلين كلير
الفصلُ الأولُ : أَراغِبٌ أنتَ
بسم الله الرحمان الرحيم
أصيلة الكندي / يتبع ...... الفصلُ الثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق