الخميس، 26 يوليو 2012

وَهــــــــــــْمّ



وهم

 أَنْ نتوهمَ الأشياء هَل هُوَ خَيارنا "نَحن" أَم خَيارُوها "هِي"؟

 أم تراهُ لا هذا ولا حَتى هَذا!، فِي أحاينَ كثيرة أجدهٌ ذلكَ السؤال الذّي يّطفوا عَلى سَطحِ تفكيري ،ذلكَ النوع مِنَ الأسئلةِ  التي لم يُشبع نهمهُا أي جواب ولم تجد حقيقةً تُخرسهُاوَتملأهٌايَقينا، ليسَ لأنها لا تكفي لدحضٍ وهم وليسَ لأنها "حقيقةٌ" ضعيفةُ مقابلَ "وَهم" يَشتدُ عُوده كلما شَاءَ أنْ يَكونَ شيئاً مَذكورا؛هوَبكلِ بَساطه كابنِ آدم يعشَقٌ عَيشهُ وَيتمنى تَأجيل مَوتِه كُل حين وَيأبى  إلا كُفورا بأيِ "حقيقةٍ" تبيده

يَتفتقٌ فِي الوهمٌ مذ كنتٌ طفلة

عَنِ الكائن الذي يَدعى "نظارات":

كنتّ ورٌبما لا زِلت تلكَ الفتاة التي سَكنها هَوسُ النظاراتِ لِسنواتِ طفولةٍ عامرة ، قَطعتٌ أشواطا مِن حَياتي وأنا أعتقدُ اعتقاداً جَازِما أن "النظارة"خُلقت للعَباقرةوأَنهاتضفِي لِمرتديها هالةً لا تَتأتى إِلا بِها ؛وَكبرت وأعدتُ قراءُة دَرسِ الأحياءِ "خَلايا العصي وَخلايا المخارِيط"أكثَر مما أعدتٌ قراءةَ سورة الفاتحة ذلكَ اليوم ،وَأدركت أن "النظارة "ليست سَببا فِي الذكاءِ المستفحلِ والعبقرية إنما لِخلل فِي هذه الخلايا وقَضية وقوع الضوء خَلفَ أو أمام الشَبكية ؛وأن ذلكَ الإختراعَ الذي بلَلنِي بوهم لِسنين وَحملني عَلى الظنِ أن الذينَ سِيماهم فِي وجوههم مِن أثر العبقرية اكتَسبوا ذَلِكَ السِيماءَ من ارتدائِهم لِعَدَستين لايُغنِي من الحقيقةِ شيئاٌ!

 وممالا مِراءَ فِيه أن ذلكَ الوَهم تَكونَ لَدي من مٌحيطِ البيئةِ التي تطوقني وتكسيني ما تَشاءٌ مِن المعتقدات التي لا أبرءُ منها مبكراً

وَحَبةٌ رُمانِ "الفردوس":

لطالما قَدستٌ الرمان منذ بَدأتٌ أتَهجأ رٌ مَ ا ن ولَطالما كنتُ أنتخبُ هذه الفاكِهة من بَينِ جَماهير الفواكهِ ذاتِ الحملاتِ الإعلانيةالقوية،إلا أنني كُنتُ مؤمنةً بِدستوريتها عَلي ،ذلِكَ الإيمانُ تَبلورَ لدي مذ كَانت جَدتِي تَقولُ لنا بالحَرفِ الواحد "كُلوا الرمانةَ كاملةً ففي كُل رمانةٍ حبةٌ من رُمانةِ الجنة " كنتٌ أتفحصُ حباتِ الرمانِ حبةً حبة ولا أسمحُ لحبة أنْ تَسقط سهواً مِني ،واتمهلُ فِي أكلها وَكأنني أُمارِس طقساً لا يتم إلا بالسكيِنَةِ ،وَكانت حباتٌ الرمانِ تقفُ فِي كفِي الصغير زُمراً وأنا اقلبها باستمتاع وكٌل من يَجهلُ هذهِ الحقيقة أسردُ له كل عَواطِفِي اتجاه الرُمان وَأعيدُ لهُ قولَ جدتي بلهجةٍ تعطي شُعواراً أن ما تلوت ذكرهٌ كتابٌ منزل ،وَكبرتُ مرةً أٌخرى

 وَســــــــامَحكِ اللهُ يا جَدتي كم كانت حِيلةً تليقٌ بِطفلةٍ تٌقدسُ كلامَ الجدات !

؛لا أذكرٌ متى استفقتُ على هذهِ الحقيقة ،لكنني أدركت أنها لم تَكن سِوى حيلةَ منكِ لنأكُل الرٌمانة كاملةً ولا نٌفرطُ فِي حبة واحدةٍ منها ؛ولولا أنْ تداركتُ نَفسي لظللت لليومِ أشربُ هذا الوهم ملأء رٌوحي وَبِاستمتَاع،آآه كَم كُنتُ طفلة

عَنِ صَلاةِ السفر:

أَحفظ دَرسَ الصلاةِ الذي تعلمتهٌ فِي صِبايَ عَن ظهرِ قلب ،فَصلاةٌ الظهرِ أربعُ ركعاتٍ وتشبهها العصرُ والعِشَاء فِي العدد ،ويقال أن ما يَتعلمهُ الإِنسانُ فِي مراحلِ حياتهِ الأولى هُو ذلكَ العلمُ الذي لا يُنسى بِسهولة ،ولأنني تلكَ التي لَم تُكون مناعةً ضدَ الوهم والتي لطالما تَقلبت فِي ضَوضاءِ هذا الشُعور،فَحتى الصلاة طالها وَهمي ،فِي كُلِ مرةٍ أُصلِي فيها صلاةَ سفر _ قَصراً وجمعاً _ يجوسُ فِي هذا شعور أن صَلاتِي ناقصة وأن اختزالِي الركعاتِ ليصبحن اثنتين عَملٌ غَيرُ مستساغ ولكنَ الدينَ دين ولأن الأمر لَيس باختِياري بل هُو فرضٌ بالدرجةِ الأولى فكنتُ أنفِي هذا الوهم متى ما عاودَ الرجوع وَكانَ هذا يوفرُ عَلي مشقةَ اقناعِ نفسي بقضيةِ جَمعِ التقديمِ وجَمعِ التأخير وكانَ هذا كفيلاً لأحقنَ ذلكَ الإحساسَ المُبتلى بالشك ،رَبِ طَهرنِي مِنَ الشك !

ولليوم ما زِلتٌ أقوضٌ لِنفسي أوهاماٌ ؛ويُراودني وهمٌ أنني سأتمكنُ يوماٌما أن أمشي على الماء بكاملِ أناقتي كالبعوضة وَحتى إن كنتُ تلكَ التي تتوجسٌ خيفةً مِن الماء ألا يمكنُ ذلك ؟؛وَعن الأطفال ألا يتخاطَبونَ بلغةِ خاصة ولكن لا نَفقهم ألم يقل رَبِي "وَلكن لا تَفقهونَ تسبيحهم "؟؛وَعن أصحابِ الإبتساماتِ الطاهرة تلكَ التي لا مِراءَ فيها وتبدوا بلا أدنى شك لا تَحملٌ أي أنواعِ المجاملة من يٌساعِدهم ليبتسموا بهذِهِ الطريقة العَجيبة؟التي أضل مشدوهةً منها تستقطِبني لدقائق أنا أعتقد أن مَن يٌعينهم "الملائِكة" !!أولا يُنادِي الله فِي أهل السماءِ والأرضِ لأنهُ أحبَ فُلاناً لِنحبهٌ وَكيف يتفتقُ فينا حبٌ لِشخصِ بمجردِ أن يبتسم؟ أو ليست الملائِكةمَن تعينهم ليمتلكوا ذلِكَ النوعَ من الحبِ الطاهر ؟

لِكل الأوهامِ التي تُعشعشُ فِي داخِلي ،أنا لَستُ حانِقةُ عَليكِ سواءاُ صدَقونِي أو لا
أنا الآن أؤمنُ أو أتوهم الأمرُ سِيان"أنكِ خَير"؛فَمازِلتُ تلكَ التي لا تَعرفّ كَيفَ تَغسِلُ نَفسها "منــــــــكِ

هناك 7 تعليقات:

  1. راودتني ذاتَ زمنٍ ليسَ ببعيدُ نفس التساؤلات.
    عن أوهام الطفولةِ التي تصبحُ مع مرور الوقت حقيقة لا يمكن تكذيبها، حتى مع اقتناعنا باستحالتها! ولكنها جميلة، هذه الأوهام!
    واقتنعتُ أن أبقى متوهمة أنّ السيارة ذات الجناح الخلفي في وسعها أن تطير لأن أبي أخبرني بذلك في اليوم الذي اشترى فيهِ سيارتنا الجديدة ذات الجناح، ثم ضحك لأنني صدقت، ولا زالَ جزءٌ مني يصدق لأني كنتُ طفلةً أؤمنُ بصدقِ كل أقوالِ الأب!
    ولا زالَ الموز فاكهتي المقدسة لأنّ طفلةً هي أنا كانت في رحلتها إلى بيت جدها تمر من الطريق الذي يمر فيه بائعُ الموزِ وهو يجر عربةً ملأى بالموز فيبتسمُ لها ويهديها موزةً تطيرُ بها فرحا!
    وعن وهمِ عبقريةِ أصحاب النظارات، فهوَ وهمي أيضا!

    هي على الأقل تُبقي فينا روحَ طفولةٍ بريئة، فلمَ نقتلها؟ ^^

    ردحذف
  2. ذَهلاءُ ٌنحن وَإن كَبرنا تَظل أرواحنا"أطفالاً" نُتقن تربيتها ، وأنا لم أحكر فِي وهماٌ يوماٌ ، أطلقت له العنان غَير نادمةٍ ولا آبِهة
    والموز نعم الفاكِهةُ هو
    وللنظارات عَزائكِ أنكِ تمتلكين واحدة!*_*

    ردحذف
  3. أصيلة :
    أنا أتوقع أنَّ الملهم وراء كتابة هذه التدوينة هي رواية " الطين " أليس كذلك ؟
    يبدو لي أن معاليكمْ لم يستفق بعد من عالمْ الأوهام : )
    و بخصوص النّظاراتْ لا تستبقي الأمور يا صديقة سترتدينها في وقت ليس بقريب : )
    أما في ما يتعلق بالابتساماتْ ، لا أدري كنهها لكني أخبرتكِ سلفاً أنها لا تُصدر إلا من أولئك الملائكيين الذين " سيدخلونها بسلام و بلا حساب "

    ردحذف
  4. يُخيُّل إليّ أن "رُمانة فردوسيّة" يُناسبُكِ ، مع أنّهُ بمكاني أن أطلقَ عليكِ عشرات الرموز الأخرى التي تليقُ بِك أيضاً ، وحرفُ "الراء" يلي حرفَ "الألف" في قائمة الأسماء .. لذا "ابتهجي" !

    شَاكرة جدّاً لـ أنكِ التقيتِني ، لِ تُبددي وهمَ " سيماهُم على وجووههم من أثر العبقريّة" ، هالة التي تحاولُ جاهدةً أن تنتزع العدستين من عينيها ، مؤمنةً بقبّاني إذ يقولً لها : إرمي نظّارتيكِ ما أنتِ عمياء !

    أتمنّى أن يُتاحُ لي فرصة لقاء جدّتك ، التي تشبهُ جدّتي وهي ترتّل على مسامعنا ذاتَ "الأسطورة" ..فلا غرابة ، إذ يتسرّبُ حديثٌ ضعيفٌ ينسبُ للرسول "وما رمّانة إلا فيها حبة من رمان الجنة" ، فلمَ نظنُّ أنّهُ وهم وثمّة ذيلٌ رفيع لتلك الأسطورة ؟
    سأتذكر حين تسلّميني "رمّانتي" أن أحدّثكِ عن أشياءٌ طفوليّة عالقة فييّ عن "موالات الرمّان" و"رمّانتي الحامضة" التي أطلتُ المُكث بجانبها يوم كنتُ طريّة !

    * لا تكوني "ملائكيّة" ، أحبُّكِ هكذا أكثر .. صبيّةً تعرفُ كيف تثيرُني في أحاديثها !

    لكِ أن تصدّقي ، أنني استمتعتُ كثيراً وأنا أقرؤكِ مرّة وأكثر هُنا


    *هالة فلسطين :*)

    ردحذف
  5. عملة نادِرة :
    خّديجة ،الملهم وّراء هذِه التدوينه بَعضُ ذكرياتٍ ، وآخرينَ التقيت بهم فِي الفترة التي مضت تَعرِفينَ بعضهم وأنتِ واحدةٌ منهم يا صَديقتي ، اما "الطين" أخبرتكِ ألهمتني بِكتابة قصة ولا تحتاجُ لِــــتنتهي سِوى أن أجد جواباً لهذا السؤال "ما لون الظل ؟"،والنظارات أعرفُني سأرتديها وخيَر دليلٍ آخر يوم التقينا فِيه بّعضنا ،والإبتسامات ، سّيدخلونّها بِسلام آمنين جَعلكِ رَبي منهمْ~

    ردحذف
  6. هلة فَلسطين:
    ~رُمانة فِردوسية~ اسمٌ مبهج لا مِراءَ فِي ذلك ،وسَأحرصُ أن ألتصق بِهِ عَسى أن يبلغني ربي وإِياكِ تلـــــكَ "الفردوس"، وَعن شكركِ هل هُوَ لـــي أم لكِ أظنهُ لِكلينا ، أما عن سِيماهم فِي وجوههمْ بددتُهُ منذ أعوامٍ ونيف وأمعن فِي تبديدهِ كُلما التقيتكِ وَكُل مَن يشبهكِ أم إنك لا تُشبهين سِواكِ سِوى فلسطين ؟ وعن رميكِ لنظارتكِ فذلكَ دأبكِ وانا أعتقد أن السبب وراءَ ذلك هُو التصاقها بِكِ مُطولاً ، وجَدتي آآآه واحرَ قلباه ،واحدةٌ تضجدينها فِي الفردوس بإذنِ الله ، رحلت ذاتَ عيد كما يرحلث الطيبون وآخرى فِي نَزوى الطاهرة ، كَم تدفعين لِتجلسي مَعها دقيقتين ؟ هِي لن تطالِبكَ إلا بِحكايا تليق بِجدة ~تُحب حَكايا الرطب والتمر~ ،
    وعن الحديث للتو اسمعهث منكِ ،كنتُ متأكدة أن كلامَ الجدات ليس من فراغ ولا أُلامُ فِي تصديقهِ ،وضتلك الحكايا أنا بإنتظارها ،
    وعن ملائِكية ... هُو حلم ثم ان الصبا مرتبط بذلكَ ارتباطا وثيقاً
    وَأنا استمتعتُ بِهالتكِ هنا يــــا هالة فَلسطين !

    ردحذف
  7. هالة فلسطين :
    * تَجدينها
    *يرحلُ
    اسمعهُ
    وتِلكَ
    التشكيل هنا مجازفة

    ردحذف