أحمل حقيبتي وأمضي..أحملها ماتبقى من تناقضات حياتي وأتنفس يوما دراسيا ببواطنه وخفاه ..وأعود لأضعها بعد أن قصمت ظهري ..حيث طرحت دلال تلك اليام التي مضت ولم تمهل لوقت سرار
استذكر قول سارة في حصة الإلكتف (لماذا نحمل كتبا تغدووتروح معنا ..وليت الأمر يكفي بذالك سببا بل ونرمق بنظرة قاتلة بمجرد رفع الغطاء عنها )
أصادق قولها حرفا حرفا فما الضيم من فتحا ما دامت ملكنا وإلا فما الحاجة لأطنان منها لا ننأى إليها إلى للضرورة القصوى وإن وجدت في جملة الحصة إستثناء قلت بتغنج أبرياء حد الطهر (أنا لا أحظر الكيمياء ولا الفيزياء ..لا حاجة لكتابين صامتين سوى من خلع أيدينا )
خديجة بعينين وقادتين (أنت ذكية للغاية ) وتستقطب ورقة النقاش لصالحها
فتاة مثلها أثارت حفيظتي وأججت الحماسة في اوصالي (أجده استنقاصا منا ان نوصف بهذا الوصف ) أثارت بعدها الزوابع من أخمص القضية الشائكة ..لم تقوى على الخنوع للجام يخنقها بأن تقبلي وإصمتي ,,لأن دماءا عربية أبية حرة تسكن شراينها فتلك القنبلة التي ألقتها الأستاذة علينا ونحن أحياء نبصرها بعيون قلوبنا والتي مازال فتيلها جافا يتعطش للقدح بكل مكنوناتنا لم تكن لتمر مرور الكرام
أغبطك لشجاعتك ...نعم لا حق لأحد أن ينعتنا بما نعتت
وتكمل حلقة لالنقاش الدموقراطي ذاك ....وفصلي يتشبث بكلتا قدميه بملف القضية رافضا قفلها بالتملق والمجاملة والوهود الواهية كدأب كل القضايا ..كل واحدة منهن تطرح ادلتها الدامغة وتزيد من شكيمة تلك القضايا المشتعلة ...يفجرن أبراج الزيف ...يدككن قلاع الكبت ..ويحطمن أسجية الصمت
.مازلت أرتقب هجوعهن
ضفدع مريم ينط في فصلنا نطيطا بعد فتح باب مسكنه البلاستيكي ..هالة تنيط اللثام إثر حركة اشمئزازية أطلقتها على ذلك الضفدع فتظحك حتى تدمع وتمسك فكها .. أمقت الضفادع منذ الصغر وحكاية اختي التي لم أتيقن من خرافتها عن ضفدع سيار يسير في مزرعتنا ويقفز فوق ثوبها تحرث مخيلتي كلما سنحت لها الفرصة ...مازلت أمقت الضفادع ومازلت لا أدري هل ما أفعله الصواب بعينه!!!
نباغت بسؤال قصير كما هو مدرج في قاموس مسميات أستاذة الأحياء ...يحتج الكل لكن في النهاية يرضخون (أنا لا أشاور هذا أمر !!) ماذا نفعل الأيام العجاف في بدايتها فما حالنا في نهايتها وكيف السبيل إلى الهرب من ويلاتها الكل يتخبط لا يعرف الحل والبعض يعد (عمي أبو كرش) لكن ما الفائدة كلما استعملنا هذه الطريقة تكون الإجابة (أ) أعزف عن استعمالها وأدخل المنطق ..تزاح لأقلام وترفع الأوراق للجنة التصحيح وبعد ثواني من الحدث الإجابـــــــــة كانت (أ).
مريم مقطبة الجبين ... أخطاء الإمتحان باتت ضرورة وجودية ،يال أوراق الإمتحان الخبيثة أما آن لها أن تترك هذه العادة ...أذهب معها حيث لوحة الشرف على بعد فرسخ، تقاطرت شكوكها وهي تتأمل في احولال عيني المصحح عن جوابها ...يكفي تعسفا هيا بنا نعود لفصلنا ونقتلع أسمائنا المبهرجة في تلك الوحة نخبئها ليوم قائض آخر حتى إشعار آخر .
وجهوهنا الكئيبة تذكرني بإمتحان الثانوية هذا العام
أوراق الإمتحان غمرتها حشرجة الطالبات تلهفا ...فبعد أن تنظر هيئة المحلفين في صحة السؤال من بيان صادر من المدعي العام أن السؤال يحوي خطأ تكفهر الإبتسامة في وجوه من أجاب بــنعم لكنها ماتلبث أن تدغدغ من أجاب بلاء حتى تقض نومهم الهانئ فقد أعيد السؤال لسيرته الأولى دون خبط العصا عليه وأخيرا بعد كل تلك المعمعة في الغرفة المغلقة يصدر مرسوم يدرج الإجابتين في قائمة المقبولات، فما أجمل أن يوجد حل يرضي كلا الطرفين ولا يبلبل الأذهان والأجمل أن يكون في ورقة تحديد مصير !!
عصبة تؤلمني في قفاي كلما تذكرت مشاغل رأسي ..سبعة ليال تضع ظلالها عما قريب ,وامتحان فيزياء لجملة ذلك الفصل المنصرم وأحياء لا يرحم حيواتنا الهانئة يسممها ويعكر صفوها ...وليت الأمر يكفي بذلك سببا عشرة أجزاء تنتظر مني مراجعتها وبعدها أحال لطاولة مستديرة ترسم ملامح لجنة مسابقة التحفيظ مع تحفظها الشديد في اقتناص أخطائنا ...
الأيام تمضي وأحشاء سنوننا تتلاشى بتلاشي خيوط شمس الأصيل( فهل تكفي الأيام ومرورها لنتمتع بحيادية مطلقة اتجاه كل اللتجارب المرة والصعبة التي عشناها ) والتي مازالت حكرا علينا ليومنا هذا ...
على بعد ميل أناديها وخذلان الأسماء يلازمني يوم أطلبها حثيثا ...خديجة ..لاتنسينا من دعائك في تلك البقاع الأشد طهرا ..وتغمرني بقولها (لن أنساك كلما فتحت الكتاب سأتذكرك ) أعطيها قلما بقصاصة صفراء ردا على ذلك الدفتر الباربري على حد قولها
أودع فصلي ..أرمي بظلي خارج فصلي وكعادتي حالتي يرثى لها أمام شرفة فصلنا الشبقة وهي تستقبل هيجان تلك البراكين حيث أوراق امتحان المؤنس تحاول جاهدة ايناس فصلنا المستعر ...مارية تنتظرني الإنتظار هو الآخر غدى ضرورة وجودية ... أبصر أختها وهي قادمة لإصطحابها ..لم تسعفني الدقائق لأسهب في الحديث لكني واثقة أن المساحة البيضاء في قدرنا ستجمعنا لساعات يوما ما !!!
مارية هي الأخرى سترتحل لتلك البقاع .... أشعر بالغبطة لهما وحزن يدمنه الغياب عن تلك البقاع ..وعد أبي ونحن عائدون من جدة يومها مازال يرسم ملامحه في مخيلتي (سنعود بإذن الله حالما تنهين الثانوية ...._بدرجة إمتياز _)..
على عتبة باب غرفتي أنتشل حقيبتي لمسكن آخر ...مسكن لا يذكرني بأيام دلالي المفرط وأنا أحمل كتابين فقط من كتب الدراسة كما تسمى ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق