منذٌ
ارهاصاتي الأولى وأنا لم أسمح لنفسي على
أن تتعرف على شعور غيره_الأمل!!!_حاولةُ
جاهدةً أن لا أتنفسهُ وأن أحبسهٌ في رئتي
ما استطعت الى ذلكَ سبيلا كنتٌ أخشى عليه
من زفِير يذهب به ومن كُل رفةِ عين واغماضة
جفن قد تسرقهُ خلسة/عمداً
مِني !
!
أدركٌ
حتما أن كل شيء يستحقُ أن نتعب لأجله
لـــنعيشَ فِي فردوسهِ وبعدد الجراماتِ
ذاتها
زجاجةُ
الماءِ الرابعة التي ابتعتها اليوم وأنا
أتكيئُ على لوح التعب الذي أوشك على
اغتيالِي بلا هوادة لولا أن تداركتُ نفسي
؛ ولا أدري لم شعرتٌ لحظتها وأنا أقف فِي
طابور المحاسبة أن أمالِي "هُنا"
جفت
كما يجفُ الماءٌ هناك_فِي
دمي_؛
رفعت رأسِي هنيهة للسقف أفتش فِيه عن
مأوى من هاجس يخنقني تأملته مليا ثم تنبهت
أنه لا شيئ حريُ بالتأملِ أَكثر من جَدولي
الدراسي الذيِ استلمتهٌ البارحةو أن هذا
التأمل هو الحيلةُ الأقوى لدقائق الإنتظار
هذه
"كم
هو قبيحٌ جدولِي لا مساحة أنيقة فيه!”
تعبت
من ترديد هذا الهذيان لكنني مع ذلك مازلت
أمارسه بكلِ تفاصيلهِ الكامله!
ليس
بسبب وَرقةٍ ألزمت بها ولم أشأ اختيارها
يوماً بملأ ارادتي وحسب!!!
الأمر
يتعدى هذا بأَشواط القضية أشدُ تعقيدا
ولن يفهمها "سِــــواي"وتحتاج
لتفكير عميق فِي مقتضياتِ القادم بإذن
المولى،هذه الورقة نعم هذه!قلبتَ
كل الموازِين لدي ومازالت تظل عّن السراطِ
المستقيم هداها الله!
؛ثم
إنهُ ما ذنبي إن كان المري عندي أضيق من
ابتلاع ورقةٍ رتبها الحاسوب بعناية
!وهضمها
أفقت
من كُلِ هذا على صوتِ مغنطةِ الجهازِ
أمامي؛ولجتُ خارجَا متجنبةً الزحام وبأقل
التكاليف صعدت السلالم ومشوارُ البحثِ
عن مقرِ نظمِ المعلوماتِ في بدايته؛مازالَ
الجدولُ فِي يدي اليمنى وكتابنَ لتوفيق
الحكيم فِي يدي اليسرى قلبتُ الثلاثة
سريعا ولكن لم أستطع أن أبرأ من هذين
السَطرينِ وهما يجوسانِ فِيَ سَريعاً!
أ
_"أحلامٌ
كبرى صرنا نتمنى أن لا تتحقق ،لأنَ تيارَ
حياتنا لم يَعد آمناٌ للسباحَة
وَأحلامٌ
صُغرى لم تعد ذاتَ قيمة لأنَ تحقيقها صارَ
يُشبهُ احتفالا صغيرا فِي مَدينة منكوبه"*_ا
بعد
مشوارٍ لا بأس به اوصلتٌ فيه زميلتانِ
التقيتهما في المحاضرة الأخيرة لبغيتهما
فِي نظم المعلومات وكنت سعيدة بوصولنا
سالمين كسعادةِ من ينجزُ مهمة!
جميل
ان يَجعلنا الانجاز نبتسم أحيانا هو الذي
يقتلنا انهاكا
وأنا
أدب عّلى سطح هذه المباني توقفت مطولا
فِي طريق العودة لا لشيء فقط لــــأبتسم
وليس انجازاً آخر أضفته ليومي كان السبب
بل "هِــــيَ"
ا
للمرة
الثانِيةوفِي البقعةِ ذاتها ؛حَقيبتي
تؤلم كَتفِي ؛والكتب وزجاجة الماءِ
يتملصانِ من يدي وأنا أحاول جاهدة أن أفر
إن لم يكن بيدين بيدٍ واحدٍ عَلى الأقل
لـــأسلمَ عليهَا و"أبتسم"و"أبتسم"و"أبتسم"ا
تتبسترُ
فِيها تلكَ النظرةُ الحالمة أملاُ وحٌـــبا
وَشوقا وَطـــهرا تتمتم بلغتها حمدا للهِ
عَلى الحال؛أحاولُ أن أطيل الحديث مّعها
؛أحيانا نشتهي الحديث نظنهٌ أرحم بنا من
ذلكَ الصمت بالرغم من أن صمتها وحّديثها
سِيان فلعينيها البلاغَةُ كُـــلها كادت
تلكَ العينين أن تنطق أن تصرخ من العمق
:متضرحاً
“بالجرحِ”منتعلاً “أناي”،متشرقاً
بالـــ”آهِ”مرتوياً بِــــها
فِي
المرةِ السابقة نظرت إليَ مطولاً وهي
تردد "شُكـــــرا"
ثانية
وثالثة قبل أن تسعفها لغتها عَلى انهاءِ
الأولى
ثم
لــــمَ الشٌكــــر وليسَ أي شُكر ذلكً
النوع من الإمتنانِ الذي لا تجدهٌ الا
نادرا وربما لَـــن تصادفهٌ يوما ذلكَ
الـــذي تحكِيهِ "الـــروحُ"
قـــبل
"الجسد"ا
كنت
سأدفعٌ أليها برقمِ هاتفِي لأصادِقها لو
كانت تفقه لمَ لا كم هِي مصادقةٌ "عُمالِ
النظافةِ"
يسيره
لا تحتم عليكَ برستيجاٌ معينا ولا حتى
أدنى مستوى ثقافِي ليسَ أكثر من
"ابتسامةٍ"و"مصافحةٍ"أنيقة،
….
كُونِــي
صَديقتي ليسَ فِي الأمرِ انتقاصٌ
للأنوثة*بتصرف
!!!ا
سَعيدةٌ
أنا لأنني التقيتٌك مجدداُ وَسعيدةٌ كَفي
حَتى بملمسِ يديكِ الخشن _”فعلٌ
ما قد لا يقودنا إلى السعادة ،ولكن لا
سَعادةَ بدونِ فعلٍ ما"*_،ثم
إنهما_كفيكِ_اجترا
لِي من الذكرياتِ ما يكفي أذكرٌ مما أذكر
أن عاملةَ منزلنا تشعرنِي بضآلتِي فِي
كثيرِ من الأحيان وأنني لا أملكُ من خلقِ
الأمانةِ الا أضعفَ الإيمان إن لم يكن
لاشيء،عاملةُ منزلنا التي قالت لي يوما
وأنا أعاتبها على تأخيرِ وقتِ نومها وأن
هناكَ من الأعمال مالايضر تأجيله أنها
لن تستطيعَ النوم ولو حاولت وأن قلبها
يتسارع ضيقاً إن لم تكملها هِي نفسها التي
أدهشتني احدى افعالها فِي ليالي رمضانَ
المباركة اذ مررت من أمامِ غرفتها لحاجةٍ
ما فِي الغرفةِ التي تليها واذ بي أسمع
منبه الساعة يرن كانت الـــ2
ليلاً
مع العلم أنها كانت قد واصلت النهوض منذ
فجر البارحة وسألتها عن سرٍ هذا النهوضٍ
فأجابتني أنها تخشى أن نستيقظ فِي الثالثةِ
والنصف ولا نجدُ السحورَ جاهزا وليتها
اكتفت بهذا ؛فِي الأيام الأخيرة لرمضان
كانت تواصل النهوض ولا تغمض جفنا خشية أن
يأخذها النوم وتتأخر على حد قولها فِي
تجهيز كوبِ من الحليب وبضع لقيماتٍ يقمن
صلبنا
وباءت
جَميع محاولاتنا بالفشل ومحاولاتُ الجميع
بشتى الطرق حتى التهديد لم يفلح معها
هناكَ
أدركت أن لهذه الإنسانة قوةً داخلية
تحركها أكبر من قوانا نحن جميعا لإيقافها
ماذا
أقول أنا التي تتذمر من جدولِ مزحوم وبضعَ
موادٍ دراسية لا تتمناها بالرغم من أنها
لا تكلف نفسها أكثر من الذهاب الى قاعة
المحاضرة ويأتيها كل شيء باردا بلا عناء
،ماذا أقول أنا اتلي لم تفكر يوما أن ذلك
الجدول أمانه وماتدرسه أمانه وكل كتاب
يحتم عليها دراسته أمانة ستسأل عنها يوما
أينَ
أنا منكن
وأينَ
معلمتي فِي الصف الثاني التي كانت تشرح
لنا الدرس فِي دقائق وكانت فيه من الزاهدين
وتنصرف ولا نراها الا في موعد الحصة
القادمه التي لم نفقه ما قبلها لنفقهها
،أينَ منكما تلكما الطالبات اللواتي كنت
أشعرُ بالبؤسِ وأنا أرقبهن يغششن الامتحانَ
كاملاً بلا حَياء ويتفاخرن بعملهن البطولي
وكيف أن الأستاذة لم تقنصهما بل أين أنا
مرةً أخرى لأنصحهن وأعلم عنهن بهدفِ
الاصلاحِ لا الفتنه والكثير الكثير مما
لا تجزيهِ كلمات!
؛هو
درسٌ عصيٌ على ذاكرتي أن تشيعهُ ليذهب؛فأنا
مازلت أتنكب طرق الحياةِ الخاطئة!
اننا
حقا نحيا لتتعلم
ونتعلم
لـــنحيا!